قديما وحديثا وطوال التاريخ الشيعة يشوهون في سيرة سيدنا معاوية، رضي الله عنه، وقد استطاعوا جذب الليبراليين والعلمانيين

وكل ناعق حتى نفر من الإخوان وقد ناقشت أحدهم في مصر من 15عاما لما وجدته يسئ إليه

من هو معاوية رضي الله عنه

أولا:

معاوية صحابي جليل  له مكانته التي يجب أن تحترم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله : (لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ)

رواه البخاري 

ثانيا:

معاوية رضي الله عنه كان صحابيّاً جليلاً، وهو من كتَّاب الوحي، ومن الفقهاء – كما شهد له ابن عباس صحيح البخاري:

قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال إنه فقيه، وقد شهد له كبار علماء أهل السنَّة بالفضل والعدل.

 فقد سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله أيهما أفضل:

معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز؟

فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله أفضل من عمر بألف مرة، صلَّى معاوية خلف رسول الله ،

فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد، فما بعد هذا؟.

انظر «وفيات الأعيان» لابن خلكان

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمَّره النبيُّ كما أمَّر غير، وجاهد معه، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي، وما اتهمه النبيُّ في كتابة الوحي،

وولاَّه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتهمه في ولايته.

«مجموع الفتاوى» ( / 472)

أما قتاله لعلى فقد كان متاولا بسبب السعي للقصاص من قتلة عثمان وقد جاء في الحديث.

عن أبي هُرَيْرَةَ الطائفتين دعواهم واحدة مسلمين مؤمنين لكن أحدهما كانت أقرب للحق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ).

رواه البخاري ومسلم.

ثالثا:

أما ما يتعلق بحكم معاوية للمسلمين فقد كان بإجماع الصحابة رضي الله عنهم وقتها، ولم يكن أحد يخالفه فيها، مع الإقرار بوجود من هو أفضل منه .

قال ابن حزم -رحمه الله-:

«فبويع الحسن، ثم سلَّم الأمر إلى معاوية، وفي بقايا الصحابة من هو أفضل منهما، بلا خلاف، ممن أنفق قبل الفتح وقاتل، فكلهم -أولهم عن آخرهم- بايع معاوية، ورأى إمامته،

وهذا إجماع متيقن، بعد إجماعٍ على جواز إمامة مَن غيره أفضل، بيقين لا شك فيه،

إلى أن حدَث من لا وزن له عند الله تعالى، فخرقوا الإجماع بآرائهم الفاسدة بلا دليل، ونعوذ بالله من الخذلان»

«الفِصَل في الملل والأهواء والنَّحَل» (4 / 127) ..

والحديث يؤكد أن ما تم هو إصلاح وخير للمسلمين عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْرَجَ النَّبِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:

(ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ).

رواه البخاري

رابعا:

أما ما يتعلق بالتوريث فقد أخطأ بلا شك  ولكنه خطأ لا ينال من مكانته فقد كان رأيه  الخشية على الأمة من الفتنة والانقسام

بعد ما عاش فتنة قتل عثمان وما حدث من قتال على ثم قتل على ابن أبى طالب ثم خلافة الحسن والانقسام

فكان يرى لابد من جمع الناس خشية تفتت الدولة خاصة،

وقد فتح الله عليه بالجهاد في سبيل الله بلادا عديدة (42 غزوة تمت في عهده حتى وصلت إلى أسوار القسطنطنية) واتسعت دولة الإسلام.

 قال المؤرخون عن معاوية: كان أعظم ملكا وسيدا في وقته

 ويبقى أن الملكية كانت نظام حكم معروف يحكم العالم كله وجاء الإسلام برسالة النبي بما لم تعرفه البشرية بالشورى والخلافة.

أما من يتفلسفون بالليبرالية وحرية الشعب، فإن أوربا والعالم  ظلت قرون عديدة تحكم بالملكية ولم نر منكم نقدا لهم ومازالت الملكية البريطانية تحكم ولها سلطات..

وتشمل الصلاحيات الملكية صلاحيات قبول تعيين رئيس الوزراء في جلسة خاصة تسمى جلسة تقبيل اليدين لا يتم الموافقة إلا بها وتعيين الوزراء وعزلهم،

وتنظيم الخدمة المدنية، وإصدار جوازات السفر، وإعلان الحرب، وصنع السلام، وتوجيه أعمال الجيش،

والتفاوض والتصديق على المعاهدات والتحالفات والاتفاقيات الدولية ولا يعترضون ولا تسمع لهم همسا لأنهم عبيد الغرب

ولا يفوتنى التأكيد على  أن الشريعة الإسلامية  تفرض على المسلمين الشورى فى اختيار الحاكم والتفصيل يطول في اختيار الحاكم

خامسا: الجمع بين معاوية وابنه بحكم واحد  جهل وخلل فى الفهم وظلم  فمعاوية صحابي جليل، يترضى عنه أهل السنَّة، بخلاف ابنه يزيد، فهو ليس صحابيّاً،

وهو الذي كان في حكمه  تم قتل الحسين رضي الله ومن معه من أهله قال تعالى  (ولا تزر وازرة وزر أخرى)

 البعض يتغافل بجهل أو بغرض متعمد عن ما قام به من خير للإسلام عظيم،

والشيعة الرافضة وراء كل تشويه للخلافة الأموية ويردد كلامهم الليبراليين والمغفلين.

ونتوقف للإنصاف مع الأمويين ومفاخرهم

بداية نعم يوجد أخطاء ككل البشر وكل نظم الحكم ولكن أمامها حسنات كالجبال

 في بني أمية  نماذج عالية ومنارات للخير لا تقارن

منهم عثمان بن عفان الأموي هو ذو النورين المبشر بالجنة الذي جهز جيشا كاملا للجهاد  وخليفة رسول الله و هو الذي جمع القرآن،

 وأم المؤمنين الأموية زوجة رسول الله «أم حبيبة بنت أبي سفيان» -رضي الله عنها-  يكفيها اختيار النبي لها كزوجة له و ما نقلت لنا من سنن المصطفى،

ومعاوية بن أبي سفيان الأموي صحابي كتب الوحي من صدر رسول الله ،

وعبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية كان احد شهداء بدر الثلاثة عشر

 وكيف ننسى أن بني أمية منهم  عمر بن عبد العزيز الذي وصف مدحا لسيرته  أنه خامس الخلفاء الراشدين والذي تحدث الركبان والمؤرخين والعلماء عن عدله،

 وقبة الصخرة بناها عبد الملك بن مروان الأموي

 وبدأ جمع الحديث النبوي في حكم بني أمية،

 وبنو أمية هم الذين عرّبوا الدواوين،

 وهم الذين صكوا العملة الإسلامية،

 وهم أول من بنى أسطول إسلامي في التاريخ

أما الجهاد فحدث ولا حرج

 يقول الحافظ ابن كثير: (كانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية، ليس لهم شغل إلا ذلك، وقد أذلوا الكفر وأهله،

وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً، لا يتوجه المسلمون إلى قطرٌ من الأقطار إلا أخذوه)

أ هــ

 فقد وصلت الفتوحات في عهد الأمويين إلى أرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا،

حتى وصلت جيوش الإسلام المجاهدة بالفتوحات إلى أفغانستان، وباكستان، والهند، وأوزبكستان، وتركمانستان،

وكازخستان كلها دخلت في الإسلام على ظهور خيول المجاهدين تحت قيادة  أموية،

والأندلس فتحها الأمويون وحمل بنو أمية الإسلام إلى أوروبا..

وجنوب فرنسا أصبحت أرضاً إسلامية فقط في زمن مجاهدي بني أمية،

وأنقذ عبد الرحمن الداخل الأموي الأندلس من الدمار وكان عبد الرحمن الناصر الأموي من أعظم ملوك الأرض وقتها،

ونشر بنو أمية رسلهم في أصقاع الأرض يدعون الناس إلى دين الله سبحانه وتعالىٰ،

فوصلت رسل الأمويين إلى الصينيين الذين أسموهم بـ(أصحاب الملابس البيضاء)،

ووصلت الخلافة الإسلامية في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي إلى اكبر اتساع لها في تاريخ الإسلام،

فهل ينتبه المسلمون إلى تاريخهم ويعتزوا به ويقفوا أمام التشويه المتعمد لإسقاط صفحات المجد من التاريخ الإسلامي  العظيم؟

من بادية شكاط

كاتبة في الفكر.. السياسة وقضايا الأمة ممثلة الجزائر في منظمة «إعلاميون حول العالم في النمسا»