اليوم 25 فبراير يوافق الذكرى السنوية التاسعة وعشرين للمجزرة البشعة التي ارتكبها المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين، داخل المسجد الإبراهيمي بالخليل، وإطلاقه النار صوب المصلين، ما أسفر عن ارتقاء 29 منهم وإصابة 150 آخرين.

ونفذ المجرم غولدشتاين مجزرته يوم الجمعة الخامس والعشرين من فبراير لعام 1994، داخل المسجد الإبراهيمي،

وأغلق جنود الاحتلال أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من الخارج للوصول لإنقاذ الجرحى.

وأثناء تشييع جنازات الشهداء، أطلق جنود الاحتلال النار صوب المشاركين، ما رفع إجمالي الشهداء إلى 50 شهيداً، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد.

وتصاعدت الاحتجاجات مع قوات الاحتلال في الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية،

وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة هذه المواجهات إلى 60 شهيداً ومئات الجرحى.

إغلاق المسجد الإبراهيمي 6 أشهر

بعد المجزرة، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة،

بزعم التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة «شمغار»، للتحقيق في المجزرة وأسبابها.

وخرجت سلطات الاحتلال في حينه بعدة توصيات، منها:

تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة،

ووضعت الحراسات المشددة على المسجد، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه.

وضم الجزء الذي استولى عليه الاحتلال من المسجد الإبراهيمي، مقامات وقبور أنبياء، وشخصيات تاريخية، إلى جانب صحن المسجد، وهي المنطقة المكشوفة فيه.

وضعت سلطات الاحتلال كاميرات وبوابات إلكترونية على جميع مداخل المسجد الإبراهيمي،

وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات عسكرية مشددة.

سياسة ممنهجة

ولا يزال الاحتلال الصهيوني يحاول، ضمن سياسة ممنهجة، السيطرة على المسجد الإبراهيمي وإلغاء السيادة الفلسطينية،

وإلغاء اعتباره وقفا إسلاميا خالصا، ففي عام 2020، أغلق الاحتلال المسجد الإبراهيمي 77 يوما ومنع رفع الأذان فيه 599 وقتا.

كما شهد المسجد، طيلة العام المذكور، اقتحام العشرات من جنود جيش الاحتلال،

إضافة إلى قيام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتياهو، يرافقه عدد من وزرائه، باقتحامه،

وهو أمر أدى إلى زيادة الاقتحامات والانتهاكات للمسجد،

وأدى إلى تجرؤ المستوطنين على نصب «شمعدان» كبير على سطح الحرم الإبراهيمي.

نسف درع الحرم الإبراهيمي والبوابة الرئيسية

ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها الخبيثة فيه منذ احتلال الخليل عام 67،

فعلى سبيل المثال لا الحصر منعت دائرة الأوقاف الإسلامية من فرشه بالسجاد في نوفمبر 1967،

وبعد أقل من شهر أدخلت إليه خزانة حديدية فيها أدوات عبادة يهودية،

ثم أدخلت كراسي خاصة بهم إلى القاعة الإبراهيمية في يونيو 1968،

وبتاريخ 25/9/1968 سمحت سلطات الاحتلال لفئة يهودية بالصلاة فيه، في تحدٍّ سافر لمشاعر المسلمين،

وبعد أقل من شهر نسفت سلطات الاحتلال درع الحرم الإبراهيمي والبوابة الرئيسية المؤدية إليه وهما أثران تاريخيان.

وبتاريخ 11/10/1971 أدخل المستوطنون طاولة خشبية إلى القاعة الإبراهيمية،

وفي 9/9/1972 مُنع المصلون المسلمون من أداء صلاة العصر في الحرم لأن المستوطنين

كانوا ينشدون الأناشيد الدينية بأصوات مرتفعة وينفخون في البوق،

وفي 17/12/1972 أصدر الحاكم العسكري الصهيوني أوامره بإغلاق الباب الشرقي للحرم الشريف.

وبتاريخ 1/10/1973 سمح الحاكم العسكري في الخليل بإدخال 50 كرسيًّا خشبيًّا إلى القاعة اليعقوبية من الحرم الشريف،

وقامت سلطات الاحتلال بتغطية صحن الحرم 10/11/1973 في محاولة لتغيير معالمه الإسلامية.

وفي يونيو 1974 قامت سلطات الاحتلال بسلسلة من الحفريات في محيط الحرم الإبراهيمي، وأسفل الباب الثلاثي إلى الداخل، وإلى الغرب منه، وأسفل المدرسة الحنفية.

منع المسلمين من أداء الصلاة الحرم الإبراهيمي

وفي مطلع عام 1976 اقتحم ثلاثة مسلحين يهود الحرم برفقة سبعة مستوطنين وعبثوا بمحتوياته،

وبتاريخ 16/3/1976 منع المستوطنون المسلمين من أداء الصلاة في القاعتين اليعقوبية والإبراهيمية.

وفي 21/10/1976، حول جنود الاحتلال قسما من الحرم إلى ثكنة عسكرية ووضعوا فيه أسرَّة وأمتعة للنوم،

وفِي 2/11/1976 اعتدى مستوطنون على الحرم وداسوا نسخا من القرآن بأقدامهم، واعتدوا على المصلين بالضرب،

وفي 18/11/1976 أعلن الحاخام المتطرف مائير كهانا أنه سيحوِّل الحرم الإبراهيمي إلى قلعة للمتطرفين اليهود بهدف ترحيل المواطنين الفلسطينيين من مدينة الخليل.

اختفاء مفقودات ذات قيمة

وفي 8/3/1977 أعلنت الهيئة الإسلامية عن اختفاء مفقودات ذات قيمة بعد فترة من منع المسلمين دخول الحرم الشريف،

وبتاريخ 16/5/1977 اقتحم عدد من المستوطنين الحرم برفقة الحاخام ليفنجر وقاموا بالرقص داخل القاعة الإبراهيمية،

وأشهر أحد المستوطنين مسدسه تجاه عدد من المصلين أثناء صلاة الظهر بتاريخ 4/7/1977.

وفي 27/2/1978 اقتحم أحد المستوطنين الحرم وعبث بمحتوياته،

وفِي 24/4/1978 أدخل مستوطنان إليه نسخة جديدة من التوراة وأقاما احتفالاً كبيراً بحماية جنود الاحتلال.

اقتحام القاعة الإبراهيمية

وفي 31 /5/1979 اقتحم جنود الاحتلال القاعة الإبراهيمية، ووضعوا فيها الكراسي، ومنعوا المسلمين من الوصول إلى الحرم،

وفِي 27/2/1979 اقتحم 20 مستوطنًا الحرم وهم يرفعون الأعلام الصهيونية،

وفي 24/6/1984 أجرى المستوطنون ختان طفل في القاعة الإبراهيمية،

وفِي 11/9/1984 قام الجنود بتركيب عدسات تلفزيونية داخل الحرم لمراقبة المصلين.

وزرعت قوات الاحتلال في المسجد ومحيطه عددا من البؤر الاستيطانية وأغلقت شوارع البلدة القديمة من الخليل،

وارتكبت فيها أفظع الانتهاكات لحقوق الإنسان، من قتل وتدمير، وحظر للتجول،

وحصار اقتصادي متواصل أدى إلى شلّ الحركة التجارية في أسواقها القديمة.

كما تستمر الاعتداءات على ممتلكات أهلها بهدم المباني الأثرية والتاريخية في أبشع مذبحة

تستهدف طمس معالمها الحضارية وتغيير هويتها العربية الإسلامية،

وبشق طريق استيطاني يربط بين مستوطنة «كريات أربع» والحرم الإبراهيمي الشريف وجميع البؤر الاستيطانية، بهدف تهويد المدينة.

مجزرة الحرم الإبراهيمي شاهدة على إجرام الاحتلال

قالت حركة الجهاد الإسلامي إنَّ ذكرى مذبحة المسجد الإبراهيمي تأتي وما يزال الاحتلال يرتكب المزيد من الجرائم التي تطال العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مجزرتي جنين ونابلس.

وأضافت في بيان صحفي: أن الاحتلال أصبح أكثر إجرامًا وإرهابًا بحق كل ما هو فلسطيني على هذه الأرض،

لافتةً إلى أن الشعب الفلسطيني ما يزال صامدًا صابرًا يدافع عن وجوده وحقه بهذه الأرض ولن يتنازل عنها.

وأكدت الحركة أن الاحتلال إلى زوال مهما حاول ومهما فعل، فكل سياسات التهويد للمقدسات والمصادرات والهدم والتهجير والقتل والدمار في كل ساحات فلسطين،

لن ترهب الشعب الفلسطيني ومقاومته، موضحةً أن ذكرى مذبحة المسجد الإبراهيمي ستتحول إلى دافع للاستمرار على خط الجهاد والمقاومة.

وحثت أهالي مدينة الخليل على نبذ الفتن الداخلية والتخلص منها لأنها لا تخدم إلا الاحتلال وأعوانه،

داعيةً إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود خلف رؤية فلسطينية واحدة جامعة تستند إلى مشروع واحد وهو تفعيل العمل المقاوم المسلح.