فإذا أتاك  إبليس فقال: مات ابنك، فقل: إنما خُلق الأحياء ليموتوا، وتدخل بضعة مني الجنة إنه ليسري..

فإذا أتاك وقال: قد ذهب مالك،

فقل: الحمد لله الذي أعطى وأخذ، وأذهب عني الزكاة فلا زكاة عليّ..

وإذا أتاك وقال لك: الناس يظلمونك وأنت لا تظلم،

فقل: إنما السبيل يوم القيامة على الذين يظلمون الناس وما على المحسنين من سبيل..

وإذَا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك!.. يريد أن يدخلك العجب، فقل: إساءتي أكثر من إحساني..

وإذا أتاك فقال لك: ما أكثر صلاتك!.. فقل: غفلتي أكثر من صلاتي.. وإذا قال لك: كم تعطي الناس، فقل: ما آخذ أكثر مما أعطي..

وإذا قال لك: ما أكثر مَن يظلمك!.. فقل: مَن ظلمته أكثر.. وإذا أتاك فقال لك: كم تعمل، فقل: طالما عصيت.

إنّ الله تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت، وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فخلق الأرض فسطّحها على ظهرها فذلّت، ثم إنّ الأرض فخرت وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فَخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتاداً من أن تميد بها عليها، فذلّت الأرض واستقرّت،

ثم إنّ الجبال فخرت على الأرض، فشمخت (أي علت) واستطالت، وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فخَلق الحديد فقطعها فذلّت، ثم إنّ الحديد فخر على الجبال، وقال: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فخلق النار فأذابت الحديد فذلّ الحديد، ثم إنّ النار زفرت وشهقت وفخرت وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فخلق الماء فأطفأها فذلّت، ثم الماء فخر وزخر وقال: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فخَلق الريح فحرّكت أمواجه وأثارت ما في قعره، وحبسته عن مجاريه فذلّ الماء،

ثم إنّ الريح فخرت وعصفت وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فخلق الإنسان فبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها فذلّت الريح، ثم إنّ الإنسان طغى،

وقال: من أشدّ مني قوةً؟.. فخلق الموت فقهره فذلّ الإنسان، ثم إنّ الموت فخر في نفسه،

فقال الله عزّ وجلّ: لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين، أهل الجنة وأهل النار ثم لا أُحييك أبدا فخاف،

ثم قال: والحلم يغلب الغضب، والرحمة تغلب السخط والصدقة تغلب الخطيئة.