عندما دخلنا مدرسة الدعوة قديما كان لنا مواقف شديدة من كثير من العلماء وقتها  بسبب خلاف فقهي،

أو وجهة نظر في مسائل السياسة الشرعية لا تعجبنا ونحن صبية أحداث تربينا على المذهب الواحد السائد في وقتها من الأخذ بالقول الواحد وعدم قبول الخلاف في بعض المسائل المشهورة كقضية النقاب والغناء ومجلس الشعب واللحية وتقصير الثوب والحاكمية،

وتارك الصلاة وزكاة الفطر، وهل يصل القرآن للميت أم لا، وغيرها من المسائل المشهورة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي،

وبالتالي كان لنا مواقف شديدة من مشايخنا الكبار الغزالي والشعراوي والقرضاوي،

ومحاولة التنقيص منهم واتهامهم بالترخص في مسائل الدين،

حتى قيض الله لنا الاعتقال واللقاء المباشر لمشايخ الجماعة الإسلامية الذين علمونا خلق الإنصاف،

وكيف نتعامل مع أهل العلم، وأن لحوم العلماء مسمومة،وأن نحسن الظن بهم، وأن ندعو لهم، وخاصة إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث!

فجزى الله مشايخنا في الجماعة خيرا، وجزى الله مشايخنا الذي أسأنا الأدب معهم يوما عنا خيرا ،ورزقنا وإياكم خلق الإنصاف.

من د. إبراهيم عوض

أديب عربي ومفكِّر إسلامي مصري