22 يناير 1517م.. موقعة الريدانيّة (العباسيّة) ومقتل السلطان الدرويش

– الجيش العثماني بقيادة (السلطان سليم الأول) يهزم جيش المماليك بقيادة (طومان باي) في معركة الريدانية (العباسية الآن)، وذلك بعد مقاومة عنيفة استمرت عدة أيام، وقد أدَّى ذلك إلى سيطرة (سليم الأول) على القاهرة وإعدام (طومان باي) شنقًا، واستمر العثمانيون (الأتراك) في مصر، حتى سنة 1914م، ورسميا حتى انتهاء الخلافة، في سنة 1922م. (405 سنة)

– فى كتاب: (تاريخ مصر من الفتح  العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر) للكاتبين: عمر الإسكندري، وسليم حسن: (ذهبَ “طومان باي” بعد أن بذل جهدا خارقا في الدفاع عن مصر، وانفض الجميع من حوله، إلى أحد  زعماء القبائل بالبحيرة، ويُدعى: “حسن بن مرعي” وكان لـ “طومان” عليه أفضال عظيمة، وقرر “طومان باي” الاختفاء عند ذلك الرجل، واستحلفه أن لا يخونه، ولكن الأخير غدر به، وكاشف السلطان سليم بأمره)

– كان “طومان باي” صوفيًا متشددًا، يلبس الخرقة الصوفية تحت عباءة الحُكم،

تسلّم الحُكم بعد مقتل عمه: السلطان الغوري، تحت أقدام الخيل، بموقعة مرج دابق، عام 922هـ/1516م، بعد أن عيَّنه نائبًا له قبل خروجه لقتال العثمانيين.

– بعد مقتل “الغوري” أجمعَ الأمراء على اختياره سلطانًا لمصر، وقد رفض “طومان باي” بشدة، فأجلسوه بالقوة على “الكرسي” بعد أن ألبسوه عباءة الحُكم، ولكنه خلعها، وجرى باتجاه الشارع، والمصريون يشاهدون هذا المشهد العجيب لرجلٍ يرتدي جلبابا من الصوف، يجري في الشارع، وتجري خلفه مجموعة من الجنود والأمراء المماليك، وفي أيديهم عباءة الحُكم.

أمسكوا به، وأجلسوه بالقوة، فبكَى، وكان شرطه الوحيد: (لا تخونوني)، فأقسموا على ذلك، ولكنهم خانوه، وباعوه بثمنٍ بخس، وتركوه يقاتل بمفرده..

– تمتع طومان باي بمكانة خاصة في نفوس المصريين، بالرغم من أن فترة حُكمه لم تزد على: ثلاثة أشهر و14 يوما فقط، بسبب زُهدِهِ، وعدلِه، وبساطته.. فلم يكن يشبه سلاطين وأمراء المماليك في تصرفاتهم، ومنعَ دخول الخمور والجواري والمطربين والراقصات، إلى قصر الحُكم، ولذا سمّاه المصريون: السلطان الدرويش.

– أما السلطان “سليم الأول” فكان جبارًا، بحسب المؤرخين العثمانيين، فقد كان يمثّل بجثث الأعداء، والمختلفين معه من المسلمين، وتركَ جسد “طومان باي” بعد شنقه، ثلاثة أيام، ليشاهده الناس، وكان عمره في ذلك الوقت 44 عاما، وبعض المصادر  تؤكد أن عُمر “طومان باي” لم يكن يتجاوز 35 عاما، والله أعلم

– تقول الرواية الشعبية الصوفية: (ظلت أم طومان باي، تبحث عنه بعد خطفه صغيرا، لمدة 31 سنة، ووصلت مصر في اليوم الثالث لشنقه، فقطعت الأحبال وأنزلت ابنها، وسط نحيب المصريين ودموعهم، وهم يرددون كلمات المؤرّخ “ابن إياس” الذي كان حاضرًا:

(لهفي على سلطان مصـــــــر وكيف قد

ولّى وزالَ كأنه لم يُذكَــــــــرا/

شنقوه ظُلمًا فوق باب زويلةٍ

حتى أذاقوه الوبالَ الأكبرا/)

– يقول الكاتب الناصري (محمد حسنين هيكل) في كتابه (سنوات الغليان):

(إن الرئيس جمال عبدالناصر، أُصيب بالدهشة وهو يراجع ميزانية الدولة في سنة 1955م، فقد اكتشف أن مصر ظلت تدفع الخـراج (الأموال المقررة عليها) للخلافة العثمانية (تركيا) حتى عام 1955م، وبالتحديد بلغ إجمالي ما تم دفعه بالجنيهات الذهبية: 23.174.984 جنيها!)

– ظلت مصر تدفع الـخَـرَاج (الضريبة) لدولة الخلافة الإسلامية المنتهية: 41 سنة.

41 سنة في غيبوبة، بسبب الروتين، والبيروقراطية، وغباء الأجهزة الإدارية

————–

يسري الخطيب

 

(المصادر: الكتب المنشور صورها، هُنا)