توطئة:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :

منذ لحظة الخلق الأولى كانت مهمة الإنسان على وجه هذه البسيطة عملية الاستخلاف

التي جعلها الله جل جلاله لآدم عليه السلام ولبنيه من بعده كما في قوله تعالى:

﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ ‌إِنِّي ‌جَاعِلٌ ‌فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠)﴾[1]

وتتضمن عملية الاستخلاف القيام بعبادة الله وتحقيق العمران في الأرض

﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ‌وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثمَّ توبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مجِيبٌ (٦١)﴾[2]

وحتى يتحقق ذلك فقد سخر الله جل جلاله لهذا المكلف الآدمي كل ما في السماوات والأرض منحة وهبة منه جل جلاله

ومكن الإنسان من الاستفادة مما سخر له وفق سنن وقوانين كونية فاعلة

والناس بطبيعة الحال يتفاوتون في الاستفادة من خيرات الأرض تفاوتا عظيما علما وقدرة

كما يتفاوتون في التزام الهدي الإلهي المنزل لضبط حركة الإنسان وطريقة حياته وتعامله مع غيره من بني آدم

فالتفاوت في جانبي العلم والقدرة يجعل البعض أكثر استحواذا على خيرات الأرض واستثمارا لها

وكذلك التفاوت في السلوك الإنساني ومدى الالتزام بالضوابط الشرعية

فهناك من يكون همه جمع الثروات دون النظر لكونها حلالا أم حراما

وفي كلا الحالتين يحدث التفاوت في الموارد والقدرات الناتجة عنها وينشأ الغنى في طرف والفقر في طرف آخر.

مظالم كثيرة وصراعات

وقد ينتج عن ذلك مظالم كثيرة وصراعات دامية وتقاتل بلا توقف

في سبيل تحقيق التوازن المفقود بسبب هذا التفاوت الكبير الناتج عن اختلالات عديدة

أعظمها غياب الهدي الرباني عن السلوك البشري في كيفية استثمار خيرات الأرض وكيفية توزيعها

وهذه هي كبرى المعضلات التي يعاني منها البشر ويعمل الفلاسفة وعلماء الاقتصاد عن حلها

وكل من منظوره الخاص فمنهم من يجنح هواه لرجال المال فيدافع عنهم ويؤسس لنظام رأسمالي

ومنهم من يميل هواه للفقراء ويؤسس لنظام اشتراكي وشيوعي

وكلها معالجات بعيدة عن منهج الحق وعدالة السماء في توازن بديع يحقق الاستخلاف المنشود دون تظالم وتهارج وعدوان.

ورغم التطور الذي يغطي العالم علميا وتقنيا وتكنلوجيا إلا أن الفقر يعد من أهم المشكلات الاقتصادية في العالم

لأن هذا التقدم الذي نراه تحول في نفسه لأداة من أدوات التحكم والسيطرة من قبل أغنياء العالم من دول ومجتمعات في مواجهة الفقراء

الذين يتم نهب مواردهم وخيراتهم بمختلف الوسائل ويتمتع بها غيرهم وهم يعانون الحرمان والبطالة والتضخم

وما تقوم به المؤسسات الأممية من معالجات لتقليل التفاوت الضخم بين دول العالم من حيث الغنى والفقر

ما هي إلا مسكنات لا تلامس أصل المشكلة وجذورها

كما أنها لا تستطيع أن تكبح جماح جشع الأغنياء والمترفين الذين لا يشبعون مهما امتلأت بطونهم

لأنهم أولياء وإخوان الشيطان الذي يحملهم على الإسراف والبذخ والتبذير قال تعالى

﴿‌إِنَّ ‌الْمبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (٢٧) ﴾[3] 

وبطبيعة الحال

تزداد مساحات الفقر كلما زادت مساحات الحروب

فكم من شعب عاش غنيا بموارده وعمله ولكن تحول بفعل الحروب إلى شعب فقير يتسول العالم دون جدوى كما هو حال بعض شعوبنا المسلمة .

ولا يفوتنا التأكيد على أن المؤسسات المالية الدولية

كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للتنمية ومنظمة التجارة الدولية

تقوم سياساتها على إعادة الهيكلة الاقتصادية في البلدان النامية بما يجعلها خادمة للدول المتقدمة

وفي النهاية تغرق هذه الدول في المديونيات من هذه المؤسسات

بما يزيدها فقرا وبطالة وتضخما وخضوعا لمزيد من الهيمنة الدولية والنفوذ الرأسمالي

وبالتالي لا توجد معالجات حقيقية لظاهرة الفقر في ظل النظام الرأسمالي المهيمن وسطوته الظاهرة.

 ولما كان الفقر ظاهرة عالمية عبر التاريخ البشري وحتى يومنا هذا فلنقف على تعريفه وأنواعه وكيف عالج النبي الفقر في عهده.

الفقر لغة واصطلاحا:

 لغة: تدور مفردة الفقر في المعاجم اللغوية على عدة معان على الآتي:

1/ الفُقَراءُ: الزَّمْنَى الضِّعَافُ الَّذِينَ لَا حِرْفَةَ لَهُمْ، وأَهل الحِرْفةِ الضَّعِيفَةِ الَّتِي لَا تَقَعُ حرْفتُهم مِنْ حَاجَّتْهُمْ مَوْقِعًا

2/ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الفَقِيرُ، عِنْدَ الْعَرَبِ، الْمحْتَاجُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ ‌أَنْتُمُ ‌الْفقَرَاءُ ‌إِلَى ‌اللَّهِ وَاللَّهُ هوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥)﴾[4] ؛

أَي الْمحْتَاجُونَ إِليه فالفقر هو الحاجة والفقير هو المحتاج

3/ الفقر ضد الغني

4/ الفقير:(المفقور) الذي نزعت فقره من ظهره فانقطع صلبه من شدة الفقر.[5]

من خلال ما تقدم فإن الفقر في اللغة هو خلاف الغنى

وذلك بعدم الكفاية والقدرة المالية فيما تتطلبه الحاجات الضرورية للإنسان

وذلك إما بالعجز عن العمل أو عدم كفاية العمل لسد الحاجة والفقير هو المحتاج والعاجز والضعيف

الذي لا قدرة له بالقيام بحاجاته كحال من فقد فقر ظهره فصار مقعدا.

الفقر في الاستعمال القرآني:

1/ الوسوسة الشيطانية لحمل الإنسان على الإمساك عن الانفاق بدافع الشعور بالحاجة للمال:

قال تعالى: ﴿‌الشَّيْطَانُ ‌يَعِدُكُمُ ‌الْفَقْرَ ‌وَيَأْمُرُكُمْ ‌بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨)﴾[6] أي يقول الشيطان لابن آدم (لا تنفق مالك وأمسكه فإنك تحتاج إليه)[7]

2/ ذو الفاقة والحاجة والبؤس الشديد:

قال تعالى ﴿‌إِنْ ‌تبْدُوا ‌الصَّدَقَاتِ ‌فَنِعِمَّا ‌هِيَ وَإِنْ تخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الْفقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(٢٧١)﴾[8]

وقال تعالى

﴿‌يَاأَيُّهَا ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌كونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٣٥)﴾[9]

وقال تعالى ﴿‌لِيَشْهَدُوا ‌مَنَافِعَ ‌لَهُمْ ‌وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨)﴾[10]

3/ من حبسه الضعف والعجز عن الضرب في الأرض:

﴿‌لِلْفقَرَاءِ ‌الَّذِينَ ‌أحْصِرُوا ‌فِي ‌سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢٧٣)﴾[11]

 4/ الغنى المطلق في مقابلة الفقر المطلق:

﴿‌يَا أَيُّهَا ‌النَّاسُ ‌أَنْتُمُ ‌الْفقَرَاءُ ‌إِلَى ‌اللَّهِ وَاللَّهُ هوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥)﴾[12] 

﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تدْعَوْنَ لِتنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ‌وَاللَّهُ ‌الْغَنِيُّ ‌وَأَنْتُمُ ‌الْفقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (٣٨) ﴾[13]

 أي يا أيها الناس أنتم أولوا الحاجة إلى ربكم جل ذكره فإياه اعبدوا وفي رضاه سارعوا ينجح لديه حوائجكم ).[14]

تدور المعاني القرآنية لمفردة الفقر حول ذات المعاني اللغوية من الحاجة والعجز والفاقة

ولكن يضيف لها معنى خاصا وهو الفقر المطلق بحاجة العباد جميعا لله جل جلاله الغني الحميد في البدء والمنتهى

كما يضيف معنى جديدا في الفقر وهو الفقر الناتج عن الهجرة والجهاد والحبس لصالح الدعوة وإقامة الدين

وهو الفقر الأولى بالمعالجة لأنه متى ما قامت الدعوة والدولة بوظيفتها

فإن ذلك يؤدي لمعالجة ظاهرة الفقر في النطاق الآخر وهذا النوع من الفقر يسميه القرآن الكريم (الإحصار في سبيل الله) بعدم القدرة على الضرب في الأرض ليس بسبب طبيعي

بل بعوامل اجتماعية حبست هؤلاء عن التفرغ لشواغل الحياة المعيشية بسبب التفرغ لهم الدعوة والجهاد ولو تأملنا لكلمة الإحصار

لوجدناها جامعة لكل مستحقي الزكاة بوجوه من الوجوه والجامع

بينها هو الحبس عن العمل أو العجز عنه وعدم القدرة على مزاولة الكسب والمعاش .

ونخلص مما سبق إلى أن الفقر في القرآن الكريم نوعان:

أولهما: الفقر العام والمطلق وهو حاجة الخلق للخالق وهي حاجة لا تنتهي ومستمرة وفي كل حال والله هو الغني الحميد.

ثانيهما: هي الحاجة للمال والعون الذي تقوم به حياة الناس ومعاشهم وهذا النوع من الفقر يكون لسببين رئيسين هما:

أ/ العوامل الطبيعية الخارجة عن إرادة الإنسان كالجفاف والتصحر والفيضانات والمرض والعاهات والعجز في مرحلتي الطفولة والشيخوخة …إلخ.

ب/ العوامل الاجتماعية والتي سببها صراعات القوى الاجتماعية الفاعلة

والمتحكمة في الموارد والموجبة للتفاوت والتي تؤدي لحرمان البعض من مزاولة الحياة بشكل طبيعي

والضرب في الأرض من خلال الحبس والإحصار والنفي والحرمان والاضطهاد بكافة صوره.[15]

وظاهرة الفقر التي نتحدث عنها تتناول النوع الثاني من الفقر.

الرؤية الإسلامية في التعامل مع ظاهرة الفقر:

الإسلام وهو يعالج ظاهرة الفقر فإنه يعالجها من مداخل شتى وسياسات متعددة تأخذ بكافة أبعاد الظاهرة

ولا تتعامل بنظرية العامل الواحد وذلك لأن ظاهرة الفقر ظاهرة إنسانية والظواهر الإنسانية معقدة ومتشابكة بحكم التركيبة البشرية

وتفاعلاتها مع الغيب والطبيعة وسنحاول تناول الرؤية الإسلامية في تعاملها مع الفقر إجمالا لأن المقام ليس مقام تفصيل وذلك على النحو الآتي:

1/ المنطق التأصيلي الأساس في قضية الفقر والغنى،

هو موضوع الاستخلاف البشري على وجه الأرض وتسخير ما في طبيعة الأرض من موارد لصالح الإنسان المستخلف وتمكينه من الاستفادة عمليا

من خلال معرفة السنن والقوانين الكونية وأن الاستخلاف عام لجميع الناس فلا يمكن لفئة أن تسيطر على خيرات الأرض وتمنع الآخرين منها

كما أن مفهوم الاستخلاف يعني فيما يعنيه أن الأرض مالكها هو الله جل جلاله والناس مستخلفون بأمره القدري والشرعي

وهذا يوجب العمل بأمر الله تعالى في ملكه وعليه فالموارد هبة الله تعالى

وما ينتج عن الأرض من خيرات فهي ملكه كذلك وما ينتهي إليه من مال يتملكه الإنسان هو -مال الله- تعالى

وعليه يجب أن تكون التصرفات المالية محكومة بالشرع الإلهي

وأي خروج عن ذلك فهو تمرد وفسوق عن الميثاق الأول مع الله تعالى

الذي يقضي بالاعتراف بالربوبية المطلقة لله جل جلاله

ولهذا فإن التصور الإسلامي يقوم على فكرة الكسب والإنفاق

وليس على التكديس وكنز الأموال كما هو الحال في النظام الرأسمالي قال تعالى

﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (٧)﴾[16]

وفي الوقت الذي حثت الشريعة على الكسب والإنفاق

إلا أنها اشترطت أن يكون ذلك كسبا مشروعا لا ممنوعا ومحرما كالمال المغصوب والمسلوب والمسروق

وأموال المقامرة والربا وكافة البيوع المنهي عنها

بسبب الجهالة والغرر وما ينشأ عنها من مكاسب مالية, واتخذ إزاء ذلك العقوبات الرادعة،

وفي ذلك إلزام لأفراد المجتمع في البحث عن الكسب المشروع والتقيد بأحكام الشارع وفق منطق الاستخلاف المذكور .

2/ وإذا كان الاستخلاف البشري وتحقيق العمران هو مهمة الناس كافة،

فكذلك خيرات الأرض وما يخرج عنها متاح لهم جميعا ولكن يتأثر ذلك غالبا بطبيعة الولاية السياسية القائمة على الناس

ولهذا فإن طبيعة الولاية العامة في الإسلام لا تقوم منطق القوة والنفوذ ولا منطق السلالة والعرق ولا منطق السلطان المالي

بل تقوم على أساس الولاية الإيمانية والتآخي الذي يلغي كافة أنماط التفاوت الطبقي الجاهلي

ويؤسس لدولة الناس كافة الخاضعة لسلطان الشريعة وسيادتها وشورى الناس وآرائهم المعبرة عن مصالحهم توافقا وإجماعا

وهذا يعني أن الناس شركاء في تحصيل العلم والمال والموارد وبناء السلطان السياسي والولاية العامة

وقد تولت الشريعة وضع الأسس والتشريعات التي تنظم الحياة بكل تفاصيلها

والتي تجنب الناس الصراع على المال والجاه والموارد للاستحواذ عليها من خلال التشريعات البرلمانية

كما هو الحال في النظم الوضعية وهو من أكثر دوافع الصراع على السلطة كما عبر عن ذلك العلامة ابن خلدون في مقدمته بقوله (الجاه المفيد للمال)

وخلاصة القول

فالنظام الإسلامي يؤسس لدولة الناس لا دولة النخبة

وهذا يعني تمكين الناس من الموارد وأدوات الإنتاج وفق أحكام الشريعة

وهي بطبيعتها لا تجعل المال دولة بين الأغنياء ولا السلطة السياسية دولة الأقوياء

بل فلسفة النظام السياسي الإسلامي تقوم على أساس قوة الأمة والمجتمع وليس العكس

كما هو الحال في واقعنا المعاصر الذي همش وأضعف المجتمع وقوى السلطة السياسية حتى تغولت على المجتمع كله ومارست عليه كافة صنوف الطغيان والجبروت.

3/ الإسلام يدعو للاستفادة من خيرات الأرض والاستمتاع بها وفق أحكام الشريعة؛

وهذا يعني أنه يدعو للغنى ولا يقدس الفقر والحرمان بل يرى ذلك ابتلاءً وامتحانا فمن أصيب به فعليه بالصبر وقد تكاثرت النصوص في ذلك حيث نجد الإسلام يحث على الدعاء بطلب الغنى:

ورد في صحيح مسلم من دعاء رسول الله : «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»[17],

ومنها: «اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً صالحاً متقبَّلاً» [18]

 ومنها الدعوة بوفرة المال وتكثيره:

أورد البخاري في صحيحه أن رسول الله دعا لصاحبه وخادمه: «اللهم أكثر ماله»[19]،

وكذا دعا لعبد الرحمن بن عوف وعروة بن جعد بالبركة في تجارتهما كما في صحيح البخاري كما اعتبر الغنى بعد الفقر نعمة يمتن الله بها على عباده: قال تعالى: ﴿‌وَوَجَدَكَ ‌عَائِلًا ‌فَأَغْنَى (٨)﴾[20].

وقال: ﴿‌الَّذِي ‌أَطْعَمَهُمْ ‌مِنْ ‌جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)﴾[21] 

كما أن الشريعة جعلت أهل الانفاق المالي أفضل من غيرهم في مواطن كثيرة وجعلت الغني المنفق أحد اثنين تمدح غبطتهم, حيث يقول رسول الله :

«لا حسد إلا في اثنين , رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق…»[22]

والمال قوة وقوام الحياة به.

 ﴿‌وَلَا ‌تؤْتُوا ‌السفَهَاءَ ‌أَمْوَالَكُمُ ‌الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٥)﴾[23].

وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: «إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة»[24].

وفي الصحيح يقول رسول الله : «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر»[25]

وقد قدّمت الشريعة الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في معظم المواضع القرآنية لأهميته.

إذن فكرة تقديس الفقر ليست أصيلة بل هي دخيلة وافدة على التصور الإسلامي.

4/ أوجبت الشريعة العدل بكل صوره وحرمت الظلم بكل صوره

وتواترت نصوص الكتاب والسنة على ذلك ومن أهم أنواع العدل المنشود العدل في توزيع الثروات وذلك بتحقيق العدل الاجتماعي والاقتصادي بتأمين الكفاية من حاجات الإنسان الضرورية، من ملبس ومسكن ومأوى،

وقد شرع الإسلام لتحقيق ذلك شعيرة الزكاة التي هي إحسان إلى الخلق ومواساة من الأغنياء إلى الفقراء وينطلق الإسلام في  ذلك من أن الحاكم ليس مالكاً لبيت مال المسلمين

إنما دوره هو التقسيم والتوزيع بالعدل ولا يجوز له أن يخص نفسه أو أهل بيته أو أقاربه بالأموال والأملاك لقول النبي : (إنما أنا قاسم والله المعطي)،

وقال الإمام السيوطي في وجه دلالة الحديث:

(إن التمليك والإعطاء إنما هو من الله تعالى لا من الإمام، فليس للإمام أن يملك أحداً إلا ما ملكه الله، وإنما وظيفة الإمام القسمة، والقسمة لابد أن تكون بالعدل)(5)،

وجاء عن علي رضي الله عنه قال:

(مرت إبل الصدقة على رسول الله ، فأهوى بيده إلى وبرة من جنب البعير فقال: ما أنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من المسلمين)(6)،

فقد حرم الإسلام الربا والاستغلال بكافة صوره السياسية والاقتصادية،

فالإسلام في تشريعاته المالية يتجه إلى الكسب الحلال والتوزيع العادل حتى لا تتكدس الثروات في أيدي فئة قليلة يتداولونه فيما بينهم،

وحتى يتحقق التوازن الاجتماعي بين فئات المجتمع، سلك عدة سبل ووسائل منها:

تقريب الفوارق بين الأغنياء والفقراء:

 إن الإسلام يرفض تكدس الثروة في أيد قليلة وحرمان الجماهير منها، وهذا مبدأ أصيل من مبادئه في المال والاقتصاد ويكون ذلك بالحد من طغيان الأغنياء،

وبرفع مستوى الفقراء، تحقيقاً للتوازن الاجتماعي بين الناس وتفادياً لأسباب الحقد والعداوة والصراع بين أبناء المجتمع الواحد

ولذا جاء القرآن الكريم معللاً حكمة توزيع الفيء على الفئات المحتاجة من المهاجرين وعلى القيادة الإسلامية اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتحقيق التوازن،

بالأخذ من أموال الأغنياء ما تقتضيه حاجة الخزانة العامة ومصالح المسلمين، عملاً بقاعدة المصالح المرسلة،

كما يجوز للقيادة المسلمة التدخل لمنع أي مفسدة تحول دون تحقيق التوازن الذي من شأنه أن يؤدي إلى مفاسد اجتماعية شتى، التزاماً بقاعدة سد الذرائع)[26]

5/ يقوم التصور الإسلامي في مجال الاقتصاد على أن السعي والعمل؛

هو أساس في عمارة الأرض وتحقيق الكسب المشروع لتحقيق الحاجات الإنسانية وقد حث الإسلام على السعي والعمل في مختلف ميادين الحياة من زراعة وتجارة وكسب يدوي في نصوص عديدة منها:

قوله تعالى

﴿‌وَلَقَدْ ‌مَكَّنَّاكُمْ ‌فِي ‌الْأَرْضِ ‌وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (١٠)﴾[27]

وقوله تعالى:

﴿‌هوَ ‌الَّذِي ‌جَعَلَ ‌لَكُمُ ‌الْأَرْضَ ‌ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النشُورُ (١٥)﴾[28]

وقوله ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌أَنْفِقُوا ‌مِنْ ‌طَيِّبَاتِ ‌مَا ‌كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٢٦٧)﴾[29] الآية

وقوله ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ‌وَأَحَلَّ ‌اللَّهُ ‌الْبَيْعَ ‌وَحَرَّمَ ‌الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٧٥)﴾[30]

وورد في صحيح البخاري ومسلم عن أنس – رضي الله عنه – يقول رسول الله : «ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة».[31]

وعند الترمذي وغيره من حديث جابر وسعيد بن زيد يقول رسول الله : «من أحيا أرضاً ميْتة فهي له»[32].

وفي البخاري يقول رسول الله : «ما أكل أحدٌ طعاماً قَطُّ خيراً من أن يأكل من عمل يده»[33].

وقد سئل رسول الله ﷺ:

«أي الكسب أفضل؟» قال: «عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور»[34]. وفي صحيح البخاري ومسلم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأَنْ يحطب أحدكم على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه»[35].

6/ وفي الوقت الذي حثت الشريعة على الكسب والعمل والسعي الجاد إلا أنها حددت كذلك جملة من الموارد التي تعالج من خلالها حالات العجز المؤدية للفقر والحرمان ولعل شعيرة وفريضة الزكاة من أهم الموارد التي تساهم في معالجة ظاهرة الفقر كما نص القرآن الكريم على ذلك في قوله تعالى

﴿‌إِنَّمَا ‌الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)﴾[36]

ونلاحظ أن الآية اشتملت على فئتين عند التقسيم العام للمستحقين للزكاة:

الفئة الأولى:

هي القادرة على العمل (الأرقاء والغارمين والمؤلفة قلوبهم وأبناء السبيل) وهذه يتم إدراجها في الدورة الاقتصادية حيث تمنح نصيبا من المال ليتاح لهم العمل والكسب بالطرق المشروعة ولعل هذا ما يفهم من كلام الإمام الغزالي (إن من قدر على الكسب بآلة يجوز أن تشترى له الآلة)[37]

وهذه وظيفة أساسية للزكاء في بعدها التنموي.

الفئة الثانية:

وهي غير القادرة على العمل والكسب من (الشيوخ والمرضى وذوي العاهات) بالجوانب المالية للعبادات الخالصة فنصيبهم من الزكاة هو تعبدي ويلحق بالزكاة كافة الكفارات المتعلقة بالعبادات من صيام وحج وزكاة فطر وغيرها فهي للفقراء والمساكين من هذه الفئة وهكذا فالزكاة تعالج مشكلة الفقر من زوايا متعددة بحسب حاجة كل محتاج.

وكذلك من الموارد الهامة في معالجة مشكلة الفقر الغنائم:

وهي المال المأخوذ من الكفار بالقتال و يؤخذ خمسه لبيت مال المسلمين, والباقي يوزع على المقاتلين ومنهم الفقراء الذين أحصروا في سبيل الله وهذا يساهم بطبيعة الحال في معالجة ظاهرة الفقر قال تعالى :

﴿‌وَاعْلَمُوا ‌أَنَّمَا ‌غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾[38] 

وكذلك الفيء:

وهو ما أخذه المسلمون من الكفار بغير قتال، قال تعالى

﴿‌مَا ‌أَفَاءَ ‌اللَّهُ ‌عَلَى ‌رَسُولِهِ ‌مِنْ ‌أَهْلِ ‌الْقرَى ‌فَلِلَّهِ ‌وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧)﴾[39]

وقد جعل الشارع أمر توزيع الفيء للنبي وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم  المهاجرين بأموال بني النضير وهي من الفيء

ليحقق بذلك التوازن المجتمعي وهي سياسة نبوية حكيمة قال الإمام القرطبي في تفسير الآية/6/ من سورة الحشر

(فجعل أموال بني النضير للنبي خاصة يضعها حيث يشاء فقسمها بين المهاجرين) ج/18ص/11.

واكتفي بهذه الإشارات العامة في الموارد التي تساهم في معالجة ظاهرة الفقر جريا على ما ذكره أبو عبيد في كتابه الأموال

حيث قال (وصارت الأموال بعده عليه الصلاة والسلام ثلاثة أصناف:

الفيء والخمس والصدقة وهي التي نزل بها الكتاب وجرت بها السنة وعملت بها الأئمة وإياها تأول عمر رضي الله عنه حين ذكر الأموال)[40]

وهي مفصلة عنده على النحو التالي:

(وهي أسماء مجملة يجمع كل واحد منها أنواعا من المال: فأما الصدقة فزكاة أموال المسلمين من الذهب والورق والإبل والبقر والغنم والحب والثمار فهي للأصناف الثمانية الذين سماهم الله تعالى لا حق لأحد من الناس فيما سواهم،

ولهذا قال عمر بن الخطاب هذه لهؤلاء،

وأما مال الفيء فما اجتني من أموال أهل الذمة مما صولحوا عليه:

من جزية رؤوسهم التي بها حقنت دماؤهم وحرمت أموالهم ومنه خراج الأرضين

التي فتحت عنوة ثم أقرها الإمام في أيد أهل الذمة على طسق يؤدونه ومنه وظيفة أرض الصلح التي منعها أهلها حتى صولحوا منها على خراج مسمى

ومنه ما يؤخذ العاشر من أموال أهل الذمة التي يمرون بها عليه لتجارتهم ومنه ما يؤخذ من أهل الحرب إذا دخلوا بلاد الإسلام للتجارات

فكل هذا الفيء وهو الذي يعم المسلمين غنيهم و فقيرهم فيكون في أعطية المقاتلة وأرزاق الذرية وما ينوب الإمام من أمور الناس بحسن النظر للإسلام وأهله

وأما الخمس:

فخمس غنائم أهل الحرب والركاز العادي وما يكون من غوص أو معدن: فو الذي اختلف فيه أهل العلم فقال بعضهم:

هو للأصناف الخمسة المسمين في الكتاب كما قال عمر رضي الله عنه هذه لهؤلاء وقال بعضهم: سبيل الخمس سبيل الفيء ويكون حكمه إلى الإمام:

أن رأى أن يجعله فيمن سمى الله جعله وإن رأى أن أفضل للمسلمين وأرد عليهم أن يصرفه إلى غيرهم صرفه ….) 41

 ومحصول القول

فإن الإسلام في أحكامه كلها يسعى لتحقيق العدل ورفع الظلم الذي يحول دون تحقيق الاستخلاف والعمران والعبادة في الأرض ويعد النبي الرائد في التطبيق العملي للوحي المنزل باعتباره القدوة والأسوة المتبعة سواء بحكم العصمة  في البلاغ والبيان 

أو الاستعصام  في التنزيل العملي ولهذا فقد كانت عملية التطبيق الأول للنص القرآني في العهد النبوي في مسألة الحقوق تقوم على إعطاء كل ذي حق حقه دون تطفيف أو نقصان

ولم يكن يحتبس شيئا من أموال المسلمين في خزينته عليه الصلاة والسلام كما أنه لم يكن بخيلا بل كان جوادا كريما في جميع أحواله ولم يعرف عنه الاكتناز لنفسه ولا لأهل بيته إلا بقدر ما يحفظ لهم الحياة في حدها الأدنى وما زاد كان ينفقه على فقراء المسلمين

كما أن الشريعة حرمت على أهل بيته الميراث جريا على سنن الأنبياء وقد أدت السياسة النبوية إلى الانتقال بالمجتمع المسلم من طور الفقر والعدم والعوز إلى مجتمع التكافل والتراحم والغنى

فكان الحال في النهايات أفضل منها في البدايات من حيث الكفاية والإغناء ثم تطور الحال بعد ذلك في عهد الخلفاء الراشدين من بعده ورتبت العطاءات وفق منهج واضح في مرحلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

وسادت العدالة التوزيعية التي بلغت مداها حتى جاء عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان ليدخل المسلمون إلى مرحلة الرفاهية المادية والغنى والوفرة لجميع أفراد الأمة وهكذا نقلت المنهجية الإسلامية المجتمع من الفقر والحرمان إلى الرفاهية والغنى.

والحمد لله رب العالمين

الهوامش

[1] [البقرة: 30]

[2] [هود: 61]   

[3] [الإسراء: 27]

[4] [فاطر: 15]

[5] لسان العرب لابن منظور(5/60/61)

[6] [البقرة: 268]

[7] جامع البيان/ الطبري 2/1578

[8] [البقرة: 271]

[9] [النساء: 135]

[10] [الحج: 28]

[11] [البقرة: 273]

[12] [فاطر:15]

[13] [محمد: 38]

[14] جامع البيان / الطبري 8/6789 راجع / المصطلحات في القرآن الكريم /أ.د محمد أمحزون ( 5/135/139).

[15] انظر/النص القرآني وأصول الاجتماع السياسي / للدكتور/ التجاني عبدالقادر (114/120)

[16] [الحديد: 7]

[17] رواه مسلم, ح/4898

[18] رَواه البخاري, ح/5859.

[19] (روَاه ابن ماجة, ح/915.)

[20] [الضحى: 8]

[21] [قريش: 4]

[22] رواه البخاري, ح/71.

[23] [النساء: 5]

[24] صحيح الجامع من حديث أبي واقد الليثي.

[25] أخرجه أحمد وابن ماجة عن أبي هريرة – رضي الله عنه.

(5) السيوطي، الأشباه والنظائر، ص 135.

(6) مسند أحمد 1/88، مسند علي بن أبي طالب، ح(667).

[26] راجع المشاركة السياسية (301/302 ) للباحث.

[27] [الأعراف: 10]

[28] [الملك: 15]

[29] [البقرة: 267]

[30] [البقرة: 275]

[31] رواه البخاري, ح/2152.

[32] رَواه الترمذي, ح/1299

[33] رواه البخاري, ح/1930

[34] رَواه أحمد, ح/16628

[35] رواه البخاري, ح/1932

[36] [التوبة: 60]

[37] إحياء علوم الدين للغزالي/ ج/3ص13

[38] [الأنفال: 41]

[39] [الحشر: 7]

[40] الأموال ص/21

من د. إبراهيم التركاوي

كاتب وباحث وكاتب في الفكر الإسلامي