إنها القاعدة السُّنَنيّة التي يجب أن نقرأ الأحداث في ضوئها، ومن انصرف عنها فقد أعمى الله بصره وبصيرته، ورأى الباطل حقا والحق باطلا، ورأى النصر هزيمة والهزيمة نصرا!.

ذكرها العلامة محمد أحمد الراشد في كتابه الردة عن الحرية:

وفحوى هذه المتوالية أن الطغيان إذا اشـتد جداً: تحركت أشواق الحرية في دواخل الناس فتكون ثورة تنهي الطغيان،

حتى إذا رفل الناس بالخيرات والحرية مدة طويلة ضعفت احتياطاتهم،

فيستيقظ طاغية جديد يستثمر غفلة الناس ونسيانهم لذكريات الطغاة، فيتكرر السوء،

حتى إذا طال زمنه وزاد البغي: انتفض الناس وثاروا، ثم من بعد مدة يغفلون، وهكذا تستمر هذه المتوالية،

لكن مدة الحرية تكون أطول في كل مرة، بتأثير الوعي النامي، حتى يصل الأمر بعد تكررات عديدة إلى استقرار عهد الحرية وانقطاع الظلم.

وهذا هو الذي حدث في أوروبا وأصقاع كثيرة، ونظنه هو الذي سيحدث بمصر،

ولكن التطور المدني والمخترعات الحديثة والرقميات تـشـتغل لصالح أرهاط الحرية لا لصالح الطغاة، ومدد الطغيان ستكون أقصر بشكل واضح.