– ألم ألم ألم ألم بدائه.. إن أن آن آن آن أوانه.. كلام لم يقله المتنبي ولا أحد من شعراء العرب، وهو من أقبح الكلام وأسمجه وليس له أي معنى، وأسخف منه= ما يفسره به المحتفون بهذا البيت الكريه.

– قصيدة “صوت صفير البلبل” لم يقلها الأصمعي، وتسميتها قصيدةً= افتراء على اللسان العربي المبين وعلى شعرائه الكبار الذين ملأوا الدنيا شعرا وبيانا، فهي ركيكة قبيحة ليس فيها بيتٌ واحد له معنى مستقيم -ما عدا أواخرها بنسبة ما-، ثم إن الأصمعي ليس شاعرا، ولم يدرك زمان أبي جعفر المنصور كبيرا، وكان المنصور بخيلا فلم تكن لتسمح نفسُه بإعطاء الأصمعي “كل ما في بيت المال من ذهب” جائزة على “عصيدته” السخيفة المقبوحة!

– الأمثلة الفصيحة الصحيحة على جمال اللغة وروعتها وحسن بيانها… إلخ، أصبحت مستهلكة إلى حد الإملال، وفكرةُ الاحتفال باللغة العربية كل عام بالأمثلة نفسها والطريقة عينها= أذهبت معنى الاحتفال بهذه اللغة وقتلت بهجتها وبهاءها.

– حين يكون عددٌ غير قليل من منشوراتك= حديثا عن أهمية اللغة العربية وأنها يجب أن ترسَّخ في نفوس الناشئة والشباب والناس أجمعين، وأن أعداء الدين يفسدون الدين من باب إفساد اللغة، ونحو ذلك وشبهه من الكلام، ثم لا يكاد يسلَم لك منشورٌ من خطأ أو أكثر، في لغة أو نحو أو إملاء= فأنت أولُ مَن يتوجَّهُ إليه ما تحذِّرُ منه مِن ضياع اللغة وفساد الألسنة.

– من أهم ما ينبغي على الناس أن ينتبهوا إليه، ولعله مِن أولى ما ينبغي إحياؤه في نفوسهم احتفالا بلسانهم العربي= أن يتعلموا أساليب العرب في كلامهم وبيانهم، وأن يميزوا بين طرائق أبناء الأعصار المتتابعة في الحديث، ويتبينوا الفرق بين الشعر والنثر، وبين الشعر الصحيح والنظم الركيك، وألا يظنوا أن كلَّ ما كان شكلُه عربيًّا من الكلام= فهو عربيُّ الطريقة، لئلا ينسبوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألوم صديقي وهذا محالْ! أو خطبة يوجد حرف الألف في كل كلمة فيها، وأخرى ليس فيها حرف ألف، ولا تشبه الخطبتان كلامَ عليٍّ وبيانَه العاليَ… ولا للشافعي رحمه الله: تبقى الأسودُ [أسودٌ!] والكلابُ [كلابُ!]!، ولئلا يعجبوا بكثير من “شعر الحكمة” المنثور في الفيسبوك، وليس فيه من الشعر إلا الوزن والقافية، لكنْ ليس يجري فيه ماءُ الشعرِ ولا رونقُه، ونحو ذلك مما يتعين الانتباه إليه.

… إلخ!

من د. جمال عبد الستار

الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة