كنت لا أعرف الكثير عن الأستاذ إبراهيم منير، وعندما أصبح القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان بعد محنة الدكتور محمد بديع وإخوانه تعجبت كثيرا لماذا هذا الرجل؟!

ولكن عندما تابعت حوار الأستاذ منير مع د. عزام التميمي في برنامج مراجعات على قناة الحوار في قرابة العشر ساعات، وهو يحكي تاريخه وبالأدق تاريخ جماعة الإخوان في مصر، تيقنت أن البذل والعطاء والتضحية لن يضيع سدى، وأن الإسلام لن يخبو نوره أبدا،طالما هؤلاء الرجال العظام بيننا، وما حكاه الأستاذ منير عن تاريخ الإخوان هو صورة كربونية مما حدث معنا نحن -الجماعة الإسلامية – والتيار الإسلامي عموما في عهد مبارك!

حتى طرق التعذيب والتعامل الهمجي هو هو،فعقول الطغاة غير قابلة للابتكار بل عقول يابسة حاقدة سطحية.

وصمود الجيل التاريخي للإخوان الذي رفض التنازل والتأييد لعبد الناصر هو الجيل  الذي حفظ الله به الدعوة إلى الآن.

وهو أمر ملاحظ أيضا في تاريخ الجماعة الإسلامية فسبب البقاء والصمود إلى الآن بعد فضل الله رغم الضربات المميتة التي وجهت لها قتلا وسجنا ونفيا وتضييقا هو وجود هذا الجيل الصلب الذي تمسك بدينه وعقيدته، ورحم الله شيوخنا الكبار الدكتور عمر والدكتور عصام دربالة والشيخ رفاعي طه وغيرهم كثير.

لذا ينبغي على أبناء الحركة الإسلامية أن يعرفوا لهؤلاء القادة العظماء فضلهم وجهدهم،وأن يتمسكوا بهم،ويحرصوا على وحدة الكلمة ورأب الصدع دون النظر للمصالح الشخصية الضيقة،والبعد عن أسباب التنازع والخلاف حتى نفوت الفرصة على أعداء الإسلام.

من د. إبراهيم عوض

أديب عربي ومفكِّر إسلامي مصري