وجهت الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي الدعوة إلى خطوات ايطالية لمساندة الشعب الإيراني، في مواجهة نظام تجاوزت جرائمه حدود إيران، وشملت أوروبا، مشيرة إلى قتل طائراته المسیّرة شعوب القارة.

وقالت في كلمة وجهتها إلى مؤتمر انتفاضة إيران من أجل جمهورية ديمقراطية والتزامات أوروبا الأخلاقية والسياسية” الذي نظمته اللجنة البرلمانية لإيران حرة في مجلس الشيوخ الإيطالي أن بإمكان ايطاليا اتخاذ خطوات في اتجاه إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بنظام الملالي.

وجاء في كلمة رجوي أن دولتين من الاتحاد الأوروبي وأربع دول من مجموعة السبع لديها القدرة على تفعيل هذه القرارات مشيرة إلى أن إيطاليا عضو في كلتا المجموعتين.

وأوضحت انه بإمكان ايطاليا ـ بصفتها واحدا من 54 عضوًا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، التصويت لطرد النظام المعادي للمرأة  من لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة، خلال الاجتماع الذي يعقده المجلس في 14 ديسمبر.

طرد نظام الملالي

وحثت ايطاليا على أخذ زمام المبادرة لطرد نظام الملالي الذي يقتل الأطفال، ويسجن ويعذب مئات المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من اليونيسف.  

ودعت مجلس الشيوخ الايطالي إلى التحرك على الصعيدين المحلي والأوروبي لإدراج قوات الحرس على قائمة الجماعات الإرهابية.

وانتقدت عجز أوروبا عن تحرير نفسها من قيود العلاقات التي کانت سائدة على مدى العقود الأربعة الماضية،

مشيرة إلى التوافق الأوروبي مع النظام وتقديم التنازلات له،

ومشددة على ان وضع بعض مسئولي أو أجهزة نظام الملالي على القائمة السوداء لا يتناسب مع الانتفاضة التي هزّت أسس حكومة الملالي، ولا جرائم النظام.

الحلقة المفقودة في السياسة الأوروبية

وأشارت رجوي في كلمتها إلى أن الحلقة المفقودة في السياسة الأوروبية هي الاعتراف بمطلب الشعب الإيراني في إسقاط نظام الملالي وإقامة جمهورية ديمقراطية.

وذكرت ان علاقة الاتحاد الاوروبي مع حكم الولي الفقيه قائمة على اساس الفوائد الاقتصادية قصيرة المدى،

وأمل التوصل إلى اتفاق نووي مع الملالي، رغم ان سياسة الحوار والمهادنة لم تكن مجدية مع هذا النظام وباتت اليوم أشد تدميراً من أي وقت مضى.

وفي تقييمها لاوضاع ايران الداخلية قالت رجوي ان كل الأحداث تؤكد دخول النظام الى مرحلته النهائية،

مشددة على ان الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد نتاج نضال الشعب الإيراني على مدى العقود الأربعة الماضية.

أحداث كبيرة

واشارت الى تراكم عدد من الأحداث الكبيرة منذ انتفاضة 2017،

أبرزها مذبحة ما لا يقل عن 1500 شخص من المنتفضين في 2019،

تلاها إسقاط متعمد لطائرة ركاب أوكرانية من قبل قوات الحرس،

ثم وفاة 550 ألف شخص بسبب فيروس كورونا الذي کان خامنئي وراء توسیع رقعة انتشاره،

وتعيين ابراهيم رئيسي ـ سفاح المجزرة التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي عام 1988 ـ رئيساً للنظام.

النمو الاقتصادي صفر!

وفي هذا السياق تطرقت الى الاوضاع الاقتصادية حيث كان النمو الاقتصادي صفراً،

ومعدل الاستثمار سلبيا، وانخفضت قيمة العملة الوطنية 34 مرة،

فيما تضاعف عدد السكان الفقراء في البلاد ثلاث مرات في السنوات الخمس الماضية،

وضاق المواطنون ذرعاً بسبب القمع الوحشي للنساء والشباب.

ووصفت رجوي الانتفاضة الحالية بفوران الغضب والألم بسبب هذه العوامل، لذلك لا رجعة فيها،

لا يمكن إيقافها، وتتحرك نحو إسقاط النظام.

وشددت على ان انتفاضة الشعب الإيراني تتجه نحو إقامة جمهورية ديمقراطية؛

خالية من قمع النساء والديكتاتورية الدينية، مشيرة الى انها منظمة بشكل كبير،

وتطرقت في هذا السياق الى تحليل نشرته قوات الحرس

بعد ثلاثة اسابيع من اندلاع الانتفاضة اشار الى قيام مجاهدي خلق بدور مهم في إدارة وتوجيه الاحتجاجات.  

وتوقفت عند نضال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ 41 عامًا، باعتباره بديلا لنظام الملالي،

وسعيه لاسقاط النظام وإقامة جمهورية قائمة على أصوات الشعب وفصل الدين عن الدولة.

وذكرت انه بحسب خطة المجلس الوطني للمقاومة، ستتولى حكومة مؤقتة إدارة شؤون البلاد بعد الإطاحة بنظام الملالي،

تستمر لمدة أقصاها ستة أشهر، وخلال هذه الفترة، سيتم تأسیس المجلس التأسيسي

والهيئة التشريعية الوطنية من خلال انتخابات حرة، تمهيدا لصياغة دستور الجمهورية الجديدة.

وناقش اجتماع اعضاء مجلس الشيوخ الايطالي -الذي عقد بالتزامن مع يوم الطالب-

الخطوات الممكنة لدعم الانتفاضة الشعبية التي تقودها النساء في إيران.

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت