ناقشت سابقاً بعض آثار التفريق بين كثير من علماء الأمة والتيار الإسلامي، ولعل من أبرز أمثلة ذلك -وأخطرها- هو مؤتمر البيان الثلاثي الذي أصدره الشيوخ: الغزالي والشعراوي والطيب النجار؛ والذي عقد في الأزهر الشريف عام 1989م.

فقد استدرجت السلطة آنذاك العلماء الثلاثة باستغلال الأحداث الدامية التي كانت مستمرة في تبادل ثأري بين النظام والتيار الإسلامي الصدامي،

كما سربت لأولئك السادة العلماء معلومات مغلوطة وأكاذيب عن تمويلات خارجية وعقائد تكفيرية إلى غير ذلك،

وهو ما أثبته الشيخ الشعراوي رحمه الله في كلمته كدليل واضح على ما قيل لهم.

وقد كان الشيخ القرضاوي مدعواً للمشاركة في المؤتمر واستصدار البيان،

لكنه كان الأكثر دهاءً والأوعى لمؤامرات النظام فاعتذر عن ذلك،

إذ اتُخِذ المؤتمر والبيان بالفعل كقذيفة على رأس مدرعة لاجتياح «جمهورية إمبابة»،

واعتقال وقتل شباب الجماعة الإسلامية واقتحام المساجد وتدنيسها.

ثم كان من توفيق الله للشيخ الشعراوي ما رزقه من حكمة وأوبة بعد فورة،

فقد عاد الشيخ رحمه الله فأثنى على شباب الجماعات الإسلامية وذكرهم بكل خير،

وأوصى بهم خيراً باعتبارهم شباباً مخلصين وحريصين على الأمة، بل هم من خيرة أبنائها وثروتها التي ينبغي الحفاظ عليها،

وقد نُشِر ذلك في حوار طويل جداً بمساحة صفحتين في جريدة الأهرام قبل وفاته بأيام رحمه الله وعظم أجور المسلمين فيه.

وليس مهماً من هي البعوضة

من عبد الرحمن محمد جمال

مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.