من حسن حظ النسخة المنقحة والمزيدة من كتابي «أطباء فوق العادة» والتي لم تطبع بعد، أن أشارت إلى هذا العلم من أعلام الطب والثقافة الإسلامية في الجزائر،

والذي أكاد أجزم أن المهتمين وربما المختصين في المجالين لا يعرفون شخصيته الثرية التي عالجت البصر والبصيرة،

ودافعت بحرارة عن العربية كهوية ودين، وجاهدت المستعمر قديمه وحديثه.

وكيف لا؟ وقد كان الأستاذ في طب العيون، وعضو جمعية علماء المسلمين بالجزائر، وأمين اتحاد الأطباء هناك، ومؤسس ورئيس الجمعية الجزائرية لتاريخ الطب،

وكذلك وزير الأوقاف والشئون الدينية في سابقة لم يتوفر عليها طبيب من قبل. حقق كتاب الكليات في الطب لأبي الوليد بن رشد،

د. سعيد شيبان.. و«أطباء فوق العادة»

وشارك في تحرير المعجم الطبي الموحد ثلاثي اللغة، وترجم معاني القرآن إلى الفرنسية،

مستغلا إتقانه للغات العربية والفرنسية والألمانية، بجوار الأمازيغية.

وأحسنت السلطة الرسمية صنعا حين منحته وسام الاستحقاق الوطني، وخصته بجائزة الطب المغاربية..

لو لم يكن له من أثر سوى دعوته الجادة لتعريب العلوم على المستوى الجامعي لكفاه،

وإن كان من كلمة خالدة تنبئ عن عقله وضميره فهي قوله: ينبؤنا التاريخ أن الدول تنهض بأحد أمرين:

كثير من العلم أو كثير من الظلم، ولدينا فقر في الأول وغنى في الثاني!

رحم الله د. سعيد شيبان الذي وافته المنية أمس عن ٩٧ عاما، ونعاه الرئيس الجزائري تبون في لفتة كريمة يستحقها رجل العلم والإيمان والنضال.

من د. صالح الرقب

أستاذ العقيدة، بالجامعة الإسلامية، فلسطين