الخلاصة، أن لدينا نظام على رأس السلطة متمسك بها لحد مرضي وتؤيده قوى إقليمية ودولية أبرزهم الكيان الصهيوني المستفيد والداعم الأكبر والمحرك من خلف الستار؛

بل وكل من حضر مؤتمر المناخ يدعم هذا النظام  بشكل أو بآخر إما لمصالح إستراتيجية أو منافع مادية ممن تلقوا الرشاوى السياسية التي قدمت وهذا النظام يلتزم بتخطيط تلك القوى ولا مانع لديهم جميعا من إبادة الشعب وتحويله كالحالة السورية إن أبدى مقاومة يخشون منها  فالحالة المرضية لهم لا يمكن التفريط فيها إلا بثورة هادرة لا يستطيعون مقاومتها

يضبط هذا النظام تسلطه حاليا

باستخدام أذرعه الأمنية والقضائية والإعلامية والمحايدين بل والمعارضة المتحكم فيها من قبل مخابرات الدول التي تنفق عليهم وعلى أحزابهم وقنواتهم بالخارج لتكتمل الصورة بنظام مسيطر ومعارضة لا تتخطى الحواجز المرسومة (باختصار كل قناة تظهر على التلفاز هناك من يتحكم فيها لصالح النظام العالمي)

ويمكن أن يكون من المحايدين المتحكم فيهم مجموعة اليوتيوبرز من أمثال محمد علي وهشام صبري وشريف عثمان وياسر العمدة وحسام الغمري وغيرهم تسرب إليهم معلومات ويتواصل معهم مجهولون من (الشرفاء!) فيساهموا من حيث يدروا أو لا يدروا في إحباط الجمهور وتضليله بعد تكشف الوهم وهو ما قام به مسبقا ياسر العمدة ومحمد علي والمعتقلات شاهدة

قطاع لا نعرف حجمه ممن لهم علاقة بالسلطة

وغالبا بسلطة النظام السابق ورجال مخابراته السابقين وربما بعض من أقصي من أجهزة أخرى وهؤلاء لديهم ثأر شخصي مع النظام وربما لدى بعضهم شيئا من الوطنية التي تبرر لهم التنسيق مع قوى خارجية لجلب التأييد (لا تغفل أهمية التنسيق الخارجي للدعم اللوجستي والمخابراتي والدعم الدولي)

وهمهم تغيير رأس النظام ليمتطوا مكانه والشعب والثوريون يرحبون بأي تغيير لكن هذا التغيير بهذه الصورة يهيئ متنفسا قريبا  نوعا ما لكن في الوضع العام وفي الحال الطبيعي يستبدل طاغية بأقل منه طغيانا

 ولن تتحقق آمال الشعب في استرداد حريته وكرامته وصلاح أوضاع المواطنين

فقط يخرجون المعتقلين ويحسنون الأوضاع المعيشية نوعا ما فيلتهي الشعب بذلك عن حقوقه الكبرى وعن رسالته الحضارية التي يستهدفها كل من يرد الخير لهذا الشعب ولأمته التي تتعلق به

ولو تكلمنا بواقعية فهؤلاء إن فعلوها بعيدا عن فواتير القمع والقتل فبعض الشر أهون من بعض أما إن طالبونا بدفع الأثمان ثم يمتطوها هم فلا ولا كرامة!

 وكل من يظهر أحيانا على الساحة ثم يختفي

بعد ضغوط أو صفقات من هذا الصنف وهؤلاء غالبا من يحركون الناشطين الذين على الساحة الآن ممن خارج سيطرة النظام المباشرة (انتبه لظهور سامي عنان سابقا وظهور آل مبارك حاليا، وللحديث عن بوتين وغيره لتنتبه للمشاريع المتصارعة)

كمثال:

نرمين عادل التي تعترف بأنها تمثل جهة وأنه سواء خرج الشعب أم لم يخرج فهم سيتصرفون

الناشطون المحتملون في الداخل: لا توجد قيادات واضحة يمكنها أن تحرك وتقود وتخطط في الداخل وهذه المشكلة الكبرى

وقد يفرز الشارع قيادات ميدانية حين يحدث حراك  لكن الواقع الحالي أن من يشك النظام فيه أن لديه القدرة على الحراك فإنه يسبق الأحداث باعتقاله؛ وهناك من يمكن أن يقود الحراك ممن هم بالسجون لكن أنى لهم الحرية حاليا؛

لكن يمكن ظهور جبهة للتغيير لها وجود على الأرض ومتحدثين بالخارج تحدث بهم الثقة بالأقوال والأفعال (نموذج أبو عبيدة في فلسطين)

وحقيقة ما حدث في ثورة يناير

أن من قادوا الحراك ونظموا المسيرات كانوا في الأساس من الإخوان وهو ما يكتشفه المتأمل حين ينتبه لحركة المسيرات وتوجهاتها حتى أن سيارات كان يوضع عليها مكبرات تتحرك مع المسيرات ويصعد عليها من يهتف بالجماهير وتتحرك بناء على خطتهم

وهناك بيان صدر منذ أيام ويبدو أنه من مجموعة د. محمود حسين يؤكد حق الجماعة على الانشغال بالشأن السياسي وبه إشارات ضمنية لاستعدادهم على القيام بأدوار مشابهة فهل يعقل ذلك بعض الإخوان

لا أقصد بذلك أن يمتطي الإخوان المشهد بل أن يساعدوا الشعب ليتم ثورته ثم يفرز اختياره الحر لاحقا في تنافس يبعد الشذوذ من الفسدة أو المتنمرين على هويتنا العربية الإسلامية ويقبل الشرفاء من كل اتجاه

عموما على الأرض تتغير الظروف بمرور الأيام وكما حدث في تطورات أيام يناير وهذا الأمر إن تم فلا ينتهي قبل أشهر، ونصيحتي بالتريث وعدم المغامرة ولننظر ما لدى الآخرين على أرض الواقع ولو أتينا متأخرين بعد ثقة أفضل من أن يضحى بنا في أتون لم نتهيأ له

 

من رياض المسيبلي

كاتب يمني، وباحث مهتم بالتاريخ الثقافي