عجيبٌ هذا الإنسان، وأعجب ما فيه تلك الشرارة المقدسة التي نسمّيها إرادة، تشتعل بالأمل فترقص لنا الحياة ونرقى، أو ترشح باليأس فنسقط في ثقب أسود ونشقى.

تَداعى لي هذا الخاطر مع غنيمة كأس العالم 2022 في قطر، الشاب غانم المفتاح، أيقونة حفل الافتتاح،

والملهم بحقّ كما يُلقّبه جيش من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ أصيب بمرض نادر الحدوث يُسمّى متلازمة التراجع الذيلي،

وُلد على أثره فاقدا لثلاثة أرباع عظامه  وبعض فقراته، مع مشكلات عويصة تخص الأجهزة الهضمية والبولية والتناسلية،

وهو ما عرّضه لسلسلة من العمليات الجراحية الكبرى بالكاد منحتْه القدرة على مواصلة الحياة والتعايش مع ما به من علل،

ومع هذا تراه دوما مبتسما، مقبلا على الحياة، واثقا من نفسه غير عابئ  بقصر قامة عوّضها بطول هامة وغياب قدمين عوّضهما بيدين،

وصدق أو لا تصدق أنه يمارس الرياضة ويغوص في الأعماق ويتعامل بحرفية مع التكنولوجيا

ويدرس بالجامعة وعينه على العمل كسفير! كم نحن بحاجة إلى  إبراز هذه النماذج المشرقة..شكرا قطر، شكرا غانم.

من د. صالح الرقب

أستاذ العقيدة، بالجامعة الإسلامية، فلسطين