من أكثر الشخصيات التي تبهرني شخصية الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

– فإنَّه أول من أسلم من الصبيان وآخر من مات من الخلفاء الراشدين، فهو قد أدرك جميع مراحل الإسلام من ضعفٍ وقوةٍ وفردٍ ودولة وإمبراطورية بعد فتح فارس والروم.

– وبه تمت مرجعية الاستدلال والتي تقوم على الكتاب والسنة وتصرفات الخلفاء الراشدين،

والتي أوصى النبي أن نأخذ بها ونعض عليها بالنواجذ.

ثم هو مقاتلٌ شجاع لا يقف في وجهه أحد، وأحد عمالقة المبارزة في المعارك.

ثمّ هو هو أحد فقهاء الصحابة السبعة الكبار الذين انتشر عنهم علم الفقه في الأمصار،

وما زال يتمدد حتى تكوَّنت المذاهب المتبوعة وفي مقدمتها المذاهب الأربعة،

وأخصُّها بالأخذ عنه رضي الله عنه مذهب أبي حنيفة.

– ثم هو القاضي الفطن الذي كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره في عضَل المسائل.

ثمّ هو هو القائد السياسي المحنَّك الذي أوتي حسن الإدارة وفقه التعامل مع الخصوم،

حتى إنه صار مرجع المسلمين في فقه التعامل مع البغاة مثلًا.

هذا بالإضافة إلى أنه من آل البيت، وزوج فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة،

 ووالد سيدا شباب أهل الجنة، وهو الرجل الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله يحبه.

وفوق كل ذلك فإنه قضى نحبه قتيلًا في سبيل الله.

يسهل اليوم أن تجد عالمًا دون أن يكون سياسيًّا أو مجاهدًا، أو أن تجد قائدًا سياسيًّا أو عسكريًّا دون أن يكون عالمًا أو قاضيًا أو عابدًا،

أما عليٌّ رضي الله عنه فإمامٌ في العلم وإمامٌ في الفقه وإمامٌ في القضاء وإمامٌ في السياسة وإمامٌ في الجهاد وإمامٌ في استظهار تاريخ الإسلام؛

 ليس لأنه من شهده فحسب؛ بل لأنه من جملة من صنعه.

من وليد كسّاب

عضو اتحاد كتاب مصر