الأمة| نعت هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ الدكتور محمود الطحان، أحد كبار علماء الحديث الشريف في العالم الإسلامي، الذي وافاه الأجل اليوم الخميس، عن عمر يناهز 87 عامًا.

من هو  الشيخ محمود الطحان؟

ولد الشيخ الدكتور محمود أحمد الطحان الحلبي النعيمي -رحمه الله تعالى- سنة (1935م) في قضاء (الباب) بمحافظة (حلب) في سوريا،

ودرس المراحل الأولية في مدينتي (الباب) و(منبج)، ثم تخرج في الثانوية الشرعية بحلب سنة (1954م)، وأتم حفظ القرآن الكريم،

وأتقن أحكامه خلال دراسته في الثانوية الشرعية.

وحصل بعد ذلك على شهادة البكالوريوس من (كلية الشريعة) بجامعة دمشق عام (1960م)،

ثم على شهادة الماجستير من (كلية أصول الدين) بجامعة الأزهر سنة (1969م)،

ثمّ نال شهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها سنة (1971م) وكان عنوان أطروحته: (الحافظ الخطيب البغدادي وأثره في علوم الحديث).

الخطابة والتدريس

عمل الشيخ الطحان مدة من الزمن بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم عين مدرسًا في مدينتي الحفة، واللاذقية، وفي الثانوية الشرعية بحلب، وغيرها من مدارس حلب،

واستمر على ذلك إلى عام (1965م)، ثم انتقل بعدها للتدريس في (الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)، ودرّس فيها الحديث النبوي ومصطلحه سنتين،

ثم تحول إلى (كلية الشريعة) بجامعة (الإمام محمد بن سعود الإسلامية) بالرياض وبقي فيها مدة سبع سنين.

وانتقل بعد ذلك إلى (كلية الشريعة والدراسات الإسلامية) بجامعة الكويت بين عامي (1982-2005م)،

واستمر فيها أستاذًا للحديث الشريف ومصطلحه، ورأس خلال عمله فيها، قسم التفسير والحديث،

وبرنامج الحديث الشريف لدرجة الماجستير لعدة سنوات، وأشرف على عدد من الطلاب والطالبات،

حتى بلغ سنة السبعين عامًا. وبعد هذه المسيرة العلمية الطويلة؛ عاد إلى بلده ومدينته (حلب) الشهباء.

وللفقيد جهد كبير في مجال التأليف والبحث؛

ومن أشهر كتبه ودراساته: (تيسير مصلح الحديث)،

و(أصول تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد)، و(عناية المحدثين بمتن الحديث كعنايتهم بالأسانيد)،

و(حجية السنة ودحض الشبهات التي تثار حولها؛ بحث)

و(مفهوم التجديد بين السنة النبوية وأدعياء التجديد؛ بحث)،

و(معجم المصطلحات الحديثية؛ بحث)

و(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي؛ دراسة وتحقيق)،

و(المعجم الأوسط للطبراني؛ تحقيق)، و(من للسنة اليوم)، وغيرها.

رحم الله الشيخ الدكتور محمود الطحان وجزاه عمّا بذل في سبيل الأمة الإسلامية خير الجزاء،

وألهم أهله وتلامذته ومحبيه الصبر الجميل،

وأخلف لسوريا ولهذه الأمة وطلبة العلم فيها؛ علماء ربّانيين يحفظون علوم الشريعة ويرفعون لواءها.

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين