قال سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً}، وقال أيضاً: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.

وقال رسول الله ﷺ:

«الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ»

( صحيح أبي داود).

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى،

تلقينا نبأ وفاة عدد من أبناء شعبنا الفلسطيني من عائلة أبو ريا الكرام في الحريق الذي تعرض لهم منزلهم في معسكر جباليا بشمال قطاع غزة،

والذين قضوا إلى ربهم في هذا الحريق الهائل الذي التهم بيتهم وهم مجتمعون

ويحتفلون بعودة ابنهم المهندس ماهر أبو ريا من  مصر وحصوله على درجة الدكتوراة في الهندسة المدنية.

وما يواسي قلوبنا الموجوعة المفجوعة؛ أن الله هو الذي خلَقَ الدَّاءَ،

وأنه تعالى هو الذي قدَّرَ على عبادِه الفَناءَ،

وكتَبَ لِمَن ماتَ بهذه الأوصافِ أنْ يَمنَحَه أجْرَ الشَّهادةِ،

والمتأمِّلُ يَرى أنَّ تلك المِيتَاتِ مِن أصعب ما يموتُ عليه المرءُ؛

ففيها الكثيرُ مِن المعاناةِ والألَمِ، فعوَّضَهم اللهُ عن ذلك بالشَّهادةِ وأجْرِ الشَّهيدِ.

وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم لجميع أفراد أسر الضحايا بأصدق عبارات التعازي والمواساة القلبية، راجين من الله العلي القدير أن يعظم أجر أهليهم،

وأن يلهمهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل،

ونسأل الله تعالى أن يشمل المتوفين بالمغفرة التامة ويسكنهم فسيح الجنان، وأن يكتب الشفاء التام للمصابين،

وإنا لله وإنا إليه راجعون.