الأمة| استنكر يمنيون، إقرار جماعة الحوثي «الانقلابية» لما تُعرف باسم «مدونة السلوك الوظيفي وأخلاقيات العمل» لتطبيقها على الموظفين في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها.

وبينما ترى الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، أن المدونة تضمن الالتزام بالسلوك الوظيفي داخل المؤسسات الحكومية والحفاظ على أخلاقيات العمل، رأى اليمنيون أن ما يحدث هو تكريس لفكرة «الولاية» ووضع موظفي القطاع الحكومي بين خيارين؛ إما القبول بفرض الوصاية عليهم أو التسريح من العمل.

ومن ضمن بنود المدونة التي تفرضها الجماعة على الموظفين هو «السعي المستمر للارتقاء الإيماني من خلال التفاعل الجاد مع الدورات الثقافية والبرامج التربوية»، وهي الدورات الطائفية التي تنظمها.

مدونة الحوثي العنصرية

وتحت هاشتاج بعنوان «مدونة الحوثي العنصرية»؛ كشف مسؤولون وساسة وكُتاب رأى عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الوجه القبيح للمدونة التي أطلقتها الجماعة الشيعية.

يحيى أبو حاتم، مستشار وزير الدفاع اليمني، تفاعل مع الهاشتاج، معربًا عن رفضه للمدونة نظرًا لأنها تمارس الوصاية الدينية والثقافية على الموظفين، وتخالف القوانين والتشريعات والدستور اليمني.

ورأى أن «المدونة ستحول الموظفين إلى عبيد بلا رأي ولا فكر ولا حرية ولا كرامة ولا راتب ولا انتماء للوطن»، كما تمنع الموظف من المطالبة بحقوقه وتلزمة بالعمل بدون راتب، وتلزمه بأن يتحول إلى أداة لحشد المقاتلين والمتجمهرين حسب طلب وبتوجيهات المشرفين».

استعباد الموظفين

 

صورة متداوله من مدونة السلوك

محمد عبدالله الكميم، المحلل والخبير العسكري، تفاعل هو الآخر مع الهاشتاج، قائلًا: «يومًا بعد يوم يكتشف اليمنيون أن الحوثي مشروع خبيث سلالي عنصري طائفي دموي إرهابي إجرامي تحركه أجندات إيرانية مدمرة، يريد فرض الهوية الإيرانية والثقافة الشيعية والمعتقد الاثنى عشري بالقوة الغاشمة متناسيًا أن اليمنيين لا يمكن أن يقبلوا هذا الوضع مهما طال الزمن».

كما قال الباحث السياسي نبيل المخلافي، عبر حسابه على تويتر، إن «مدونة السلوك الوظيفي التي أصدرتها الميليشيات الحوثية ليست سوى تكريس عصري للعبودية والعنصرية في القرن الحادي والعشرين، وتعيد للأذهان فكرة القطرنة التي فرضها أسلافهم الأئمة على أبناء الشعب اليمني في الماضي البغيض».

تطهير مذهبي

من جانبه، علق المحلل السياسي الدكتور محمد جميح، قائلًا: «إن مدونة السلوك الحوثية وثيقة تشبه قوانين حظر الأحزاب. إنها مدونة تطهير مذهبي لا سلوك أخلاقي». وتساءل: «كيف تلزم المدونة الموظف بضرورة الإيمان بالولاية؟! كيف تلزمه بحضور دوراتهم الطائفية؟! كيف تلزمه بحضور يوم الغدير ويوم استشهاد فلان أو علان ويوم انقلابهم؟! ما دخل الموظف اليوم بولاية علي؟!».

اقرأ أيضًا: مذبحة جديدة داخل «فيسبوك»

من د. عبد اللطيف السيد

دكتور أصول الحديث