مجالس الحرب الصليبية: هي التي كان يعقدها القادة الصليبيون منذ وصول الحملة الصليبية الأولى إلى بلاد سنة 490 هجرية لاتخاذ قرار بشأن الحرب وهي كثيرة جداً منها على سبيل المثال:-

1- عندما حاصر الصليبيون أنطاكية زهاء ثمانية أشهر عقدوا عدة مجالس حربية تتعلق بتشديد الحصار وحل مشكلة المؤن.. وبعد أن استولوا على أنطاكية سنة 491 هجرية حوصروا فيها من جانب كربوجا ومن معه من قوات المسلمين وجاعوا حتى اكلوا أوراق الشجر ثم عقدوا مجلسا حربيا قرروا فيه الخروج مستميتين ضد المسلمين ونجحوا في هزيمتهم

2- المجلس الذي عقده كونراد الثالث إمبراطور ألمانيا ولويس السابع ملك فرنسا سنة 543 هجرية مع أمراء بيت المقدس (الأوصياء على الملك الطفل عموري) واتخذوا فيه القرار بتوجيه الحملة ضد دمشق حليفة مملكة بيت المقدس الصليبية.

3- المجلس الذي عقده القادة الفرنج في صفورية وقرروا الذهاب إلى حطين لمواجهة صلاح الدين583هجرية .

والملاحظ أن قرارات تلك المجالس كانت كوارث على الصليبيين فالقرار الذي اتخذه ملكا فرنسا وألمانيا مع حكام بيت المقدس سنة 543 هجرية كان أخرقا لانهم قرروا مهاجمة دمشق التي كانت محالفة للصليبيين فدفعوا حاكمها أنر لطلب النجدة من نور الدين وأخيه حاكم الموصل وفشلت الحملة الصليبية في تحقيق هدفها.

والقرار الذي اتخذوه في صفورية كان مدمرا فقد أشار عليهم ريموند الثالث أمير طرابلس بالبقاء في صفورية التي يتوافر فيها الماء والكلأ ولكن أرناط وجيرار اتهماه بالخيانة والجبن وأشارا على الملك جاي لوزجنان بالذهاب إلى حطين فاستجاب لرأيهما وذهبوا جميعا فوقعوا في الفخ الذي نصبه صلاح الدين , وقد عمل صلاح الدين على استدراجهم إلى حطين فعبر نهر الأردن واستولى على طبرية وحاصر قلعتها وكانت طبرية إقطاعا صليبيا لزوجة ريموند الثالث وكانت داخل القلعة مع أولادها فلما سمع القادة بذلك جُن جنوهم فاتخذوا ذلك القرار الأحمق فلما رآهم صلاح الدين قال: (أتانا ما نريد ونحن أولوا بأس شديد).

من د. رشيد بنكيران

حاصل على شهادة الدكتوراة في الفقه الإسلامي وأصوله، ويشغل منصب مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات.