عــجـز الـبـيانُ، فــلا يـصـوغ رثــاءَ!!

فــهُـو الـشّـهيدُ، فــلا يُـطـالُ سـمـاءَ!

هو في العلاءِ، ونحن في دنيا الهوى

 فَــتـراهُ قـــد غــذّ الـخُـطا الـحـمراءَ!

مـن ذا يُـطاوِلُ في الجهادِ شُموخَهُ؟

مَـــن يـسـتـطيع كــجـوده إعــطـاءَ؟

فـالـرّوحُ جــاد بـهـا، ولــم يـأبَـهْ بـمـا

فـــي هـــذه الـدُّنـيـا، فـــزادَ ســنـاءَ!

هَـــنِــئ الـشّـهـيـدُ بِــرفـقـةٍ عــلـويـةٍ

 عــنــد الإلــــه، فــلـن يـــرى ضـــرّاءَ!

بـــل إنّـــه طــلـب الــرّجـوع تـشـوّقاً

 لــيــذوق طــعــم شــهـادةٍ وطــفـاءَ!

اهـنأ –فـديتك- يـا شـهيدُ، فـقد رأى 

مـــنــكَ الإلــــهُ الــغــارةَ الــشّـعْـواءَ!

فــاخــتـارك اللهُ الــرّحـيـمُ مــرافـقـاً

صـحـبْـاً مَــضَـوا فــي جـنـةٍ عـلـياءَ!

مــن عـهـدِ يـاسـرِ، والـدّمـاءُ –زكـيّـةً

 تَــجــري فــــداءَ شـريـعـةٍ سَـمْـحـاءَ!

ويـــظــلُّ نـــهــرُ دمــائــنـا مـتـدفّـقـاً 

حـــتّــى نــعـيـدَ الــرّوضــةَ الــغـنّـاءَ!

وتــقــومَ لــلإســلامِ دَولــــةُ رحــمـةٍ  

 نــحـيـا بــهــا فــــي عِـــزّةٍ قَـعْـسَـاءَ!

ويُـــــردِّد الأقـــصــى الأذانَ لأمّـــــةٍ

عَـــــزّت بـــــه، وأذلّـــــت الأعــــداءَ!

إنّـــــا نـــبــدّدُ بــالـضّـيـاءِ ظــلامَـنـا!

 ونُــقــيـمُ لــلــحـقِّ الــمـبـيـنِ بــنــاءَ!

لــكـنّ صَـــرْح الـحـقِّ يـعـلو شـامـخاً

 بــيــد الـشّـهـيـدِ وفــتـيـةٍ صُـلَـحـاءَ!