ردد أحد القساوسة شبهة أن القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى!

وهذا أثناء فترة الأسئلة و الإجابة بعد إلقاء محاضرة لي في كنيسة مشيخية بمدينة دوفر بولاية ديلاوير!

وهذه الشبهة يتم ترديدها كثيرا على ألسنة القساوسة و بالتالي الأتباع!

فقلت أن أفضل شيء نفعله هو المقارنة!

ولأن معظم الحضور كن من السيدات، فلنفترض موقف مؤسف قد تتعرض له أي سيدة وهو اتهام زوجها لها بالزنا! وليس هناك شهود!

فهنا نجد حل في القرآن و حل مختلف تماما من الكتاب المقدس!

في القرآن الكريم في سورة النور يقول تعالى:

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}!

أما الحل في الكتاب المقدس فموجود في سفر العدد الإصحاح الخامس كله!

وطلبت من الحضور أن يفتحوا الكتاب ليتأكدوا من صدق كلامي، وقلت لهم أنني سألخص الحل الطويل كثير التفاصيل!

وهو كالتالي، إذا شك رجل أن زوجته خانته وزنت! فالحل هو أن يأخذ الرجل زوجته للكاهن ومعها قربان من طحين شعير لا يصب عليه زيتا!

ثم يقوم الكاهن بوضع ماء مقدسا في إناء خزف ويأخذ الكاهن من الغبار الذي في أرض المسكن ويضعه في الماء!

ثم تشربه المرأة المتهمة! فإذا حدث ورم في بطنها أو سقطت فخذيها فهي زانية وعليها اللعنة! إما إن كانت بريئة فلن يحدث لها ورم في بطنها من شرب ماء ملوث بالتراب!

وهنا سألت السيدات سؤالا،

إن تعرضت لتهمة شنيعة كهذه! أي حل تختارين وأي حل يحفظ لك شرفك و كرامتك؟!

الطريف أن الحاضرات جميعهن اخترن الحل القرآني! فقلت للقسيس أنظر!

هذا ما يحدث عند مقارنة كتاب الله بأي كتاب آخر! و إذا تخلى الإنسان عن التحيز و العنصرية سيسلم و يرضى بحكم الله تعالى.

والحمد لله على نعمة الإسلام.

في مقابلة مع بعض النصارى لتعريفهم بالإسلام العظيم،

أثارت إحدى السيدات من كبار السن شبهة أن الإسلام دين عنيف وقاسي بعكس النصرانية!

فقلت إن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحث على الرفق في كل شئ،

فقال «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ».

وقَالَ أيضا «إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ»!

وحيث أن أغلبية الحضور كانوا من كبار السن، قلت لهم سأعطيكم مثالا من القرآن الكريم ومقابله من الكتاب «المقدس» لتوضيح الفكرة والفارق!

 فالإسلام يأمرنا ببر الوالدين حتى و لو كانا كافرين و علمنا كيف يتصرف معهما الإبن المسلم؟ ففي بر الوالدين يقول الله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}

{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}،

{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا}.

أما إن كانا كافرين فقد أمرنا الله تعالى بقوله {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}

{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}!

والآن لنقرأ ما يقوله العهد القديم في الحالات المماثلة!

فسأكتفي بقراءة ما ورد في سفر. «التثنية الإصحاح 13»

وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلًا: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ

7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا،

8 فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ،

9 بَلْ قَتْلًا تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلًا لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا.

10 تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.

11 فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ”!!

والحمد لله على نعمة الإسلام.

ودمتم

من د. أشرف دوابة

أكاديمى وخبير اقتصادى مصرى