بين مفتي مصر وهيئة كبار علماء السعودية.. ضللتم وخاب مسعاكم

مفتي الإعدامات بمصر الذي لم يعترض على أي حكم بإعدام أي معارض سياسي رافض للظلم ومدافع عن الحق، بل إنه يوافق على هذه الإعدامات مهما كان عددها وهو مسرور، بل إنه يبرر للقوم المزيد من إراقة الدم الحرام.

هذا المفتي نفسه، الذي وظيفته الدفاع عن الإسلام وعن المسلمين وقضاياهم، يشن هجوما ضاريا على الجاليات المسلمة في أوروبا،

ويصف الأجيال الجيدة منهم بأنهم دواعش أي إرهابيين،

دون أن يزور هذه الجاليات ودون أن يتعرف على واقعهم عن قرب،

ودون أن يتعرف على إسهاماتهم الإيجابية في مجتمعاتهم الأوروبية،

ولا عن دورهم الإيجابي في الدعوة إلى الإسلام.

انطلق مفتي الإعدامات من موقف التخديم على السلطة السياسية التي تخوض معركة وجودية

ـليس مع الجماعات الإسلامية المنادية بالعودة إلى ثوابت الدين وإلى الهوية الإسلاميةـ

وإنما أصبحت معركة هذه السلطة السياسية مع ثوابت وأصول الإسلام نفسه. وهذا المفتي لا يريد خدمة الدين وإقامة الشرع،

وإنما يريد الفتات الذي تقذفه في وجهه سلطة ظالمة ومستبدة ومخاصمة للدين.

إنه يريد الاستمرار في المنصب وما يدره عليه من أموال، ثمن مساعدته في دعم الباطل وإراقة الدم الحرام.

أما هيئة كبار العلماء في السعودية،

التي وقفت خرساء صماء عمياء أمام واقعة هزت العالم، ارتكبها ولي أمرهم، بتقطيعه لصحفي برئ بالمنشار، لا لشيء إلا لأنه عبر عن رأيه المعتدل بطريقة حضارية وسلمية ولا تتعرض بأي شكل مع الدين والشريعة.. هؤلاء تذكروا الآن أن الإخوان جماعة إرهابية.. ونسوا أن هذه الجماعة عمرها ٩٢ عاما، فلم وقفوا صامتين طوال هذه العقود؟ وهل نسوا أن بلادهم احتضنت «هؤلاء الإرهابيين»  لعقود طويلة بعد صدامهم مع عبد الناصر.

قاتل الله عالم السلطة الذي باع دينه بدنيا غيره، وبعرض زائل ولعاعة من الدنيا، بعد أن خذل أمته التي انتظرته كي يداوي جراحها ويدافع عنها وعن عقيدتها.

من د. منير جمعة

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين