ما حدث في جنازة الشيخ أسامة عبد العظيم (العالم العابد).. لا يختلف كثيرا من حيث الخاتمة الحسنة -فيما نحسب- عما حدث للشيخ أسامة (الصابر المجاهد)..

فقد حفظ الله الشيخ أسامة المجاهد من تنكيل ونيل الكافرين منه لو ظفروا به شخصيا.. بعدما رصدوا ملايين الدولارات للقبض عليه حيا ..

 وحفظ الشيخ أسامة العابد من ألسنة السفهاء الخائضين في أعراض الصالحين من العلمانيين المنافقين والمرجفين.. الذين لا يطيقون أن يبقى في الإسلاميين رمزا من الرموز المحترمة ، لا عالم ولا عابد ولا مجاهد ..

وقد كانت جنازة الشيخ أسامة العابد -المصري الأزهري- (المشهودة).. شهادة له ممن جعلهم الله شهودا لله في أرضه،

وكانت جنازة الشيخ أسامة المجاهد -الحضرمي الجزري- «الافتراضية» العالمية (غير المشاهدة) شهادة أخرى من هؤلاء الأشهاد ..

ويجمع ما حدث للاثنين -فيما أرى- لفظ واحد وهو (الكرامة) ..

كرامات الأولياء،

ليست كما يظن كثير من الناس خاصة بعلية القوم من المتقين، بل هي عامة لعامة المؤمنين، إلا أنها تتفاوت بحسب تفاوت درجاتهم في التقوى والإيمان،

لقول الله عز وجل {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}

(يونس: ٦٢-٦٤)،

فأولياء الله عزَّ وجلَّ هم المؤمنون المتقون، رجالا كانوا أو نساء، فكل مؤمن تقي، هو لله ولي، بقدر إيمانه وتقواه، فمن جمع بين الإيمان وفعل الأوامر وطاعة الرحمن، فهو ولي،

كما قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : «يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، كما فسَّر ربهم، فكل من كان تقيا كان لله وليا».

وقال ابن تيمية -رحمه الله-:

«يعْتَبَرُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ بِصِفَاتِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّة، وَيعْرَفُون بنُور الإيمان والقرآن وبِحَقائقِ الْإيمان الباطِنة وشرائعِ الإِسلام الظَّاهرة».

وعلى هذا فقد جمعت جنازة الشيخ الدكتور أسامة موكبا جماهيريا غفيرا من أولياء الله، لم يتصور أحد حصوله بمصر في هذا الظرف الزماني المكاني..

وأتساءل هنا بدهيا.. ماذا أيضا لو كان قد سمح أمنيا بجنازة بمصر للرئيس الفقيد الشهيد -فيما نحسب- محمد مرسي، أو الشيخ الفقيه النزيه: القرضاوي؟!

 روح الإسلام لا زالت تنبض بمصر بقوة.. وأمتنا بأهل دين الله من أولياء الله -في مصر وغيرها- قد تنام؛ ولكنها لا أبدا لا تموت،

وهذا من كرامات المؤمنين التي تغيظ الكفار والمنافقين..

من عامر عبد المنعم

كاتب صحفي مصري