مثلما استغلت أمريكا أحداث سبتمبر ٢٠٠١ التي تم فبها تفجير برجي التجارة العالمية، لإحداث تغييرات جذرية في كثير من الدول العربية والاسلامية،

بدءا من أفغانستان ثم العراق؛ فالظاهر أنها ستستغل تفجيرات ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٢ لخطوط إمدادات الغاز الروسي لأوروبا (نورد ستريم) للتنكيل بروسيا وإذلالها بعد إخراجها مبكرا من معادلات القوة الدولية في مرحلة ما بعد تفرد أمريكا بالقطبية ..

أمريكا وأوروبا اللتان بادرتا باتهام روسيا بتدبير تفجير أنابيب الغاز لحسابات خاصة، طالبتا مواطنيها بمغادرة روسيا في أسرع فرصة،

وذلك في وقت سيواجه الأوربيون فيه شتاء ساخنا بالزمهرير،

كذلك الذي عاناه ويعانيه كل عام ملايين المهجرين والمشردين من المسلمين.

 وروسيا بوتين بدورها لوحت باتهام أمريكا بالتفجير، مكررة تحذيرها من استخدام السلاح النووي؛

إذا ما تعرض الأمن القومي الروسي للخطر..

وهو قطعا يواجه لأول مرة الخطر الذي أذاقه الروس للمسلمين عبر عشرات السنين.

لن ينسى المسلمون في العالم للروس احتلالهم لأراضي الشعوب الإسلامية في آسيا الوسطى، وضمها كجمهوريات شيوعية ضمن اتحاد الإلحاد البائد،

وكذلك استباحتهم لأرض أفغانستان وإرهاب أهلها لعشر سنين، بعد اجتياحهم لها عام ١٩٧٩،

لإقامة نظام شيوعي عميل فيها، وكذلك لن ينسوا لطاغية الكرملين تنكيله بشعب الشيشان في حربين رهيبتين الأولى بين عامي ١٩٩٤ و١٩٩٦،

والثانية بين عامي ١٩٩٩ و٢٠٠٩، وقد خاضهما بوتين ضد شعب الشيشان المسلم لإجباره على التخلي عن مساعي التحرر من هيمنة الروس..

بوتين الذي يعد أحد أعمدة الإرهاب الشيوعي ثم الصليبي المعاصر.. استباح أيضا أرض سوريا بدعوى محاربة الإرهاب هناك،

وهاهو اليوم يواجه من أبناء جلدته النصرانية ورفاق وجهته الإرهابية اتهاما مباشرا بالضلوع في أعمال إرهاب دولية، تهدد باندلاع حرب عالمية!

ولاشك أن عشرات الملايين من المسلمين الذين أوذوا عبر العقود الماضية من وحشية ودموية بوتين.. يتربصون بجيشه ريب المنون..

وهم في الوقت ذاته لا يتمنون نصرا رخيصا للأمريكيين والغربيين.. فالكل والغ بشكل بالغ في دماء الأبرياء المستضعفين..

 لابد أن تحيق سنن الأولين بمن عتوا وبغوا وتجبروا..

{اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (٤٣) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا(٤٤)} فاطر

من عامر عبد المنعم

كاتب صحفي مصري