الحوار والتعاون.. ألاعيب الغرب الصليبي للضحك علينا وغسل أدمغتنا

يروج الغرب، عبر إعلامه المسيطر والمتحكم في العالم، لمفاهيم تحمل سمات البراءة والتعاون بين الشعوب، مثل العولمة والكوكبية والقرية الواحدة، وكذلك الدعوة للحوار بين الأديان،

أو دعوات الحوار العربي الأوروبي، أو دعوات الشراكة العربية الأوروبية،

أو الدعوة إلى ثقافة البحر الأبيض المتوسط. وللأسف فإن الحكومات العربية الغافلة أو الجاهلة أو العميلة والمتآمرة، تتعاطى بإيجابية وانفتاح مع هذه الدعوات،

وتخرج كتائب من الصحفيين والكتاب والمثقفين والمفكرين والأكاديميين العرب -فضلاً عن السياسيين– لتبني هذه الأفكار والدعوة إليها بحماس والترويج لها.

الحكومات العربية وجيوش كتابها ومثقفيها، لا يدركون أن هذه كلها دعوات مشبوهة وغير بريئة بل خبيثة، والمقصود منها هو سيطرة الاتجاه الواحد والثقافة الواحدة والدين الواحد، أي اتجاه الغرب وثقافة الغرب ودين الغرب.

إن العولمة والكوكبية المقصود بهما إلحاقنا بالغرب فحينما نصبح قرية واحدة ستكون اللغة لغتهم والدين دينهم والثقافة ثقافتهم والمصلحة مصلحتهم،

فالطرف الأقوى هو الذي سيفرض ما يريد ونحن مهزومون نفسيا أمامهم قبل أن نجلس على مائدة الحوار فضلا عن ضعفنا الاقتصادي والعلمي والعسكري، وهكذا فسوف نكون في الحوار  مجرد رعاع لا قيمة لنا وإنما نساق كالقطيع فقط.

ومن ضمن خطط القوم المشبوهة،

الدعوة إلى ثقافة البحر الأبيض المتوسط، التي ما تلبث أن تهدأ حتى يروج لها من جديد،

فهي تأخذ شكل الحوار بين الشمال والجنوب حينًا،

وحِينًا آخر شكل الشراكة الأوروبية العربية،

وحينًا ثالثًا تأخذ شكل الحوار العربي الأوروبي،

وهذه الدعوات بديلة عن التجمع على أساس عربي أو إسلامي، وهي دعوات غير بريئة.

وهم يلعبون أيضًا بنقطة خطيرة وهي الحوار بين الأديان،

والحوار بالنسبة لهم يعني فرض الارتداد والدخول في سر المسيح (على حد تعبيرهم)،

وليس المقصود من الحوار هو الوصول إلى الحق. إننا لو ناقشنا القوم في العقيدة والدين والمنطق والعقل فلن نجد عندهم شيئًا، وهم يعلمون ذلك،

ومن أجله يحاولون أن يوهمونا بأننا قرية واحدة ونحن جيران ولابد أن نعيش في حب وأمان، ولابد من التسامح والتآخي،

والمغفلون والجهلة والمتآمرون عندنا يرددون نفس الكلام.

إنهم يتفننون في موضوع الحوار ويريدون استدراجنا بكل الطرق، لأنهم يعلمون أن الحوار سيكون عبارة عن  عمليات غسيل مخ لنا حتى نؤمن بكل المفاهيم الغربية،

وهم يغلفون الدعوة للحوار ببعض الأغلفة الاقتصادية التي تعطي للقضية بعدًا اقتصاديًا، لذلك تفشل كل هذه الدعوات،

لأنهم لا يريدون مساعدتنا أو حتى الدخول في شراكة عادلة، وكل ماضيهم وخبراتنا معهم تؤكد أنهم لا يريدون العلاقات العادلة وإنما يريدون أن يكونوا هم الطرف المسيطر الآمر الذي يحتفظ بكل الخيوط في يديه،

فتاريخهم وثقافتهم هي الاحتلال وسرقة ثروات الشعوب وتدمير البلدان وقتل البشر،

إنهم رغم ما فعلته تركيا العلمانية الأتارتوركية من بعد عن الإسلام ونبذ للغة العربية،

لا يوافقون على انضمامها للسوق الأوروبية، فهم لا ينسون أنها دولة مسلمة.

وأخيرًا ها هو الحوار والتعاون عند فرنسا الصليبية ورئيسها ماكرون: الإساءة لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم،

والترويج أن الإسلام دين في أزمة. فما هو نوع الحوار والتعاون والشراكة التي يريدها القوم وقد أظهروا نواياهم وأحقادهم؟

وكيف حال كتائب كتابنا ومثقفينا.. 

المغفلين منهم والعملاء؟

من د. منير جمعة

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين