يظن البعض أن المطبلتية (نوع) واحد، و(جنس) مشترك، وهذا ظن خاطئ يكذبه الشرع والواقع، فالتطبيل بالمعنى الدارج نوع من (النفاق)، والمنافق مسكنه ومنزله الطبيعي هو النار! والنار (دركات)!! أي منازل مختلفة، وليست على سنن وطريق واحد!

إذًا فالتطبيل أنواع، وأصحابه متفاوتون بين القدرة على التلون السريع، واللعب مع أكثر من (منتفع) في ذات الوقت، فبعضهم (أحادي) التطبيل، وبعضهم (متعدد/ Multiple)، وبعضهم بطيء الفهم في إدراك التغيرات، فتصيبه الدهشة والذهول عند تغير (المنتفع)، فيأخذ فترة أطول للتحول للمنتفع الجديد، وهناك نوع آخر عنده قدرة وجرأة و(بجاحة) في التحول من الطريق لعكسه، ومن جنس التطبيل لضده داخل نفس النوع! وفي وقت قياسي من التطبيل في اتجاه إلى تطبيل في اتجاه آخر.

كذلك هناك نوع عجيب يبيع نفسه حاليا، لكنه أيضا يقوم بتسويقها مستقبلا لكل آت، حتى يتمكن من بيعها سريعا إذا (سقط) المنتفع الحالي ..

وله في ذلك طرق عجيبة في الحماية والتسويق المستقبلي حتى لا يبور تطبيله، وتركد بضاعته باختفاء المنتفع، ومن تلك الحيل التسويقية أن يقوم هذا (المطبلاتي) (المعلم!) بوضع تطبيلات شاذة خارج سياق تطبيله المعهود، حتى يستخدم هذه التطبيلات الشاذة في التسويق لنفسه إذا سقط المنتفع، ويقول بملئ فيه: أنا كنت باحاول أقاوم المنتفع1 أثناء وجوده، وهذا ما كان متاحا لي وقتها، والدليل على ذلك هو ما ذكرته يوم كذا في الموقف كذا، وهذا يثبت أنني قد مهدتُ الطريق للمنتفع2 …

فإذا كان التطبيل لمنهج يساري شيوعي/ اشتراكي تجده يقوم بالتطبيل للعدالة الاجتماعية ومحاربة الاستغلال والظلم الاجتماعي والتفاوت الطبقي، لكنه في نصف هذه الموجة والتسونامي التطبيلي قد يغرد ببعض تغريدات حول اقتصاد السوق وأهميته وفوائده (ولا أعني بالطبع تغريدات تويتر)، المهم أن الصنم الشيوعي إذا سقط جاء هذا المطبلاتي المعلم إلى هذه التغريدات والمقالات وضخمها وجعل نفسه من (طليعة) مقاومي المنهج (الشمولي) الذي أصاب البلاد بالفقر والعوز …

إذًا فهذا المطبلاتي (المعلم) (الأديب) صاحب القلم المتفاصح يقدم (لنفسه) تطبيلة مستقبلية، ويخدم طبيعته المتلونة التي لن تبقى على حال ما دبت فيه حياة، فمرجعه في هذه التطبيلة الشاذة هي (النرجسية/ الأنوية) فهو ليس (مخلصا) في تطبيله، ولا متباطئا في تلونه، ولا يريد أن يبذل مجهودا كبيرا إذا رحل المنتفع وجاء غيره…

إنه ورشجي ومِعلم وصنايعي تطبيل!

فهو (دركة) من دركات التطبيل (سافلة) إلى حد كبير، فهو (يقدم قومه يوم القيامة، فأوردهم النار، وبئس الورد المورود)!!!