بفعل مخاوف من أن يؤدي ضعف الاقتصادات العالمية الناجم عن التضخم إلى تراجع الطلب على الوقود، تراجعت أسعار النفط عالميا خلال تعاملات أمس الثلاثاء.

وكانت أسعار الخام العالمية قد شهدت ارتفاعا في نهاية تعاملات أمس الأثنين، مدفوعة بتوقعات زيادة الطلب على النفط،

بعد تصريحات وزير الطاقة السعودي بشأن إمكان خفض إنتاج (أوبك+) إذا لزم الأمر، حيث سجل خام برنت أكثر من 105 دولارات.

واستهلت أسعار النفط التعاملات الصباحية الثلاثاء بتراجع طفيف، مع مخاوف من أن تؤدي زيادة المصارف المركزية لأسعار الفائدة إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي،

في وقت يترقب فيه المستثمرون تحركات (أوبك+) لخفض الإنتاج، في اجتماعها يوم 5 سبتمبر المقبل.

عقود تسليم أكتوبر

لكن بحلول الساعة 12:30 مساءً بتوقيت غرينتش، تراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي (تسليم شهر أكتوبر) بنسبة 3.78%، مسجلا 101.12 دولارا للبرميل.

كذلك انخفض سعر العقود الآجلة لخام عرب تكساس الوسيط (تسليم أكتوبر) بنسبة 3.29%، إلى 93.82 دولارًا للبرميل.

وتنتهي عقود تسليم أكتوبر، اليوم الأربعاء. وهبطت العقود تسليم نوفمبر الأكثر نشاطا في التداول 3.66 % إلى 99.15 دولار للبرميل.

وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لنوفمبر عند 93.02 دولار للبرميل، منخفضة 3.94 دولارات أو 4.05 %، بعد صعوده 4.2 % في الجلسة السابقة.

يأتي هذا في وقت اقترب فيه معدل التضخم من رقمين في العديد من أكبر الاقتصادات في العالم،

وهو مستوى لم تشهده منذ ما يقرب من نصف قرن، مما قد يدفع المصارف المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى اللجوء إلى زيادات أكثر حدّة في أسعار الفائدة.

ويقول محللون من هايتونغ فيوتشرز (شركة متخصصة في العقود الآجلة)

إن الرغبة في المخاطرة قد تراجعت بسبب توقّع استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة.

كذلك فإن تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا يضيف حالة من عدم اليقين إلى صورة أزمة الطاقة.

صادرات النفط العراقية لم تتأثر بالاضطرابات

من جانبه، جيوفاني ستونوفو المحلل في «يو.بي.إس» (من أكبر شركات الشحن والخدمات اللوجستية العالمية)،

قال إن الأسعار تراجعت بعد تصريحات من شركة تسويق النفط العراقية المملوكة للدولة سومو بأن صادرات النفط العراقية لم تتأثر بالاضطرابات.

وتشهد بغداد منذ ليلة الاثنين، أسوأ قتال يدور في شوارعها منذ سنوات

بعد أن اشتبكت قوات الأمن وفصائل موالية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالمنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات.

إلى ذلك، قال «فاتح بيرول» رئيس وكالة الطاقة الدولية، الأثنين،

إن إنتاج النفط الروسي فاق التوقعات عقب الحرب في أوكرانيا، مما يؤثر أيضا في الأسعار،

 مضيفا أن موسكو التي تصف أفعالها في أوكرانيا بأنها «عملية خاصة»،

ستجد صعوبة متزايدة بدعم الإنتاج مع بدء تفعيل العقوبات الغربية في ديسمبر المقبل.

وأِشار «بيرول» إلى أن الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية يمكنها الإفراج عن المزيد من النفط من احتياطيات النفط الاستراتيجية،

إذا وجدت ذلك ضروريا عند انتهاء صلاحية المخطط الحالي.