أراد قوم أن يحيوا هوية اليمنيين أمام محاولات تجريف السلاليين لها، فذهبوا يفخرون بعبهلة العنسي، ويسمون أنفسهم بالعباهلة، وكأن تاريخ اليمنيين

خلا من الرموز والأبطال،

فلجأوا إلى تاريخ العنسي الدجال.!!

من يتحدثون عن العباهلة، ويفخرون بعبهلة العنسي، إنما يخدمون الحوثي بخبث ودهاء،

أو بحمق وغباء،

فيكفي الحوثي أن يقول لأتباعه : نحن نفتخر بالانتماء للرسول،

وهؤلاء يفخرون بالانتماء لعدو الله والرسول.!!

الذين يرفعون اليوم راية العباهلة، بذريعة الحفاظ على الهوية، هم الذين فرحوا بالأمس بدخول الحوثيين صنعاء وقالوا:عملية قيصرية!

والغريب كيف خُدع بعض المثقفين بهم، فرفعوا شعارهم، ودعوا بدعوتهم؟!!

لماذا لا تحافظون على الهوية من خلال الاعتزاز بأن اليمن أصل العروبة، ومهد الحضارة،

وبلاد التبابعة الملوك،

لا الاتباع المماليك؟!!

لماذا لا تواجهون السلاليين الزاعمين الحق الحصري في الحكم والولاية، بأن اليمن هي موطن الشورى،

والشعب اليمني هو أول شعب على وجه الأرض مارس الشورى بشهادة القرآن:

{قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون}؟!!

لماذا لا تفتخرون بأن الدولة المدنية التي يمكن أن تحكمها امرأة، والتي يسعى العالم المعاصر إليها اليوم، كدليل على تمدنه وتحضره،

قد عرفها اليمنيون في العصور الحجرية،

ووثقتها الكتب السماوية:

{فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين* إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم}.!!

لماذا لا تعتزون بأن أهل اليمن يحتكمون للشورى، ويخضعون للحكم الشوروي، ولو كان الحاكم امرأة، ويثورون على الحكم الاستبدادي، ولو كان الحاكم سيدا قرشيا، أو قيلا حميريا.!!

لماذا لا تحافظون على الهوية من خلال إحياء تاريخ اليمن النضالي ضد الحكم الاستبدادي،

وإحياء دور اليمنيين في الفتح الإسلامي؟!!

كيف تفخرون بالأسود العنسي صاحب التاريخ الأسود مع الإسلام، وتتركون

أصحاب الصفحات البيضاء في نصرة الإسلام،

كأبي موسى الأشعري الزبيدي،

 وعبد الرحمن الغافقي التهامي،

والسمح بن مالك الخولاني،

وفروة ابن مسيك المرادي

إلى نشوان الحميري،

 والفقيه الثائر على الحكم السلالي سعيد بن صالح العنسي، وغيرهم ممن تُحفظ بهم الهوية، وتُرفع بهم الهامة، وتُكسر بهم السلالية،

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا سلالي المجامع.!!

خــتــامــا

لن يستطيع السلاليون محو الهوية اليمنية،

فهي موثقة في القرآن والسنة،

فالقرآن ذكر أن اليمنيين أهل شورى وحكم رشيد،

وأنهم أولوا قوة وبأس شديد.

وشهدت لهم السنة بأنهم أهل إيمان وحكمة ورأي سديد.

فأنّى للسلاليين أن يطمسوا هذا التاريخ المجيد،

أو يمحوا ذاك المجد التليد.!!

،،،دمتم عليه وحده مصلين،،،

من د. وائل الشيخ أمين

كاتب سوري، وباحث في قضايا الشباب.