أطلق مسئول بارز في الاستخبارات الداخلية الألمانية تحذيرات جدية من إمكانية استغلال متطرفين لأزمة الطاقة والتضخم المرتفع لأغراضهم الخاصة، واصفا ذلك بـ«شتاء الغضب» للحركات المتطرفة في البلاد.

هذه التحذيرات تأتي في ظل أشد أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية مع تراجع إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا وأوروبا.

وقال «يورج مولر»، رئيس المكتب الإقليمي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية «براندنبورج» في تصريحات صحافية أمس السبت، إن هناك إمكانية استغلال متطرفين لأزمة الطاقة والتضخم المرتفع لأغراضهم الخاصة.

المسئول الأمني الألماني الكبير أضاف في تصريحات لصحيفة «دي فيلت»: المتطرفون يحلمون بشتاء الغضب الألماني،

إنهم يأملون أن تؤثر أزمة الطاقة والزيادات في الأسعار بقوة على الناس حتى يتمكنوا من استغلال الحالة المزاجية في الترويج لتطلعاتهم المناهضة للدولة.

نحن نتابع هذه الأحداث بعيون يقظة وآذان مفتوحة.

وكانت وزيرة الداخلية الألمانية «نانسي فيزر» الشخص الثاني الذي أعرب عن مخاوف مماثلة الشهر الماضي.

وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية في ذلك الوقت:

بالطبع هناك خطر من أن أولئك الذين صرحوا بالفعل بازدرائهم للديمقراطية في زمن جائحة كورونا،

وهم غالبا متوافقون مع المتطرفين اليمينيين، سيحاولون استغلال الارتفاع الحاد في الأسعار كموضوع جديد للتعبئة.

واعتبرت أن أعداء الديمقراطية ينتظرون فقط استغلال الأزمات لنشر خيالات عن نهاية العالم والخوف وعدم اليقين.

وأوضحت أن هذه الدوائر تبحث حاليا عن مواضيع جديدة تساعدهم على التعبئة،

ما وحد بالفعل المتطرفين اليمينيين وأوساط متطرفة أخرى مختلفة في احتجاجات كورونا،

وتابعت القاسم المشترك لهذه الجماعات: ازدراء الديمقراطية ومحاولة زعزعة الثقة في دولتنا.

وفي تصريحات جديدة لصحيفة «دي فيلت» كررت فيزر مخاوفها، مؤكدة في الوقت نفسه أن الشرطة الاتحادية وشرطة الولايات “مستعدة لمشهد الاحتجاج الجديد المحتمل.

توفير استهلاك الطاقة

بدوره، قال «كلاوس مولر» رئيس جهاز تنظيم شبكات الطاقة في ألمانيا:

إن على المستهلكين في ألمانيا توفير ما لا يقل عن 20% من استهلاكهم للطاقة

لتجنب نقص الغاز بحلول ديسمبر المقبل بسبب انخفاض واردات الغاز الروسي.

وأضاف مولر أن على ألمانيا أيضا خفض صادراتها من الغاز إلى الدول المجاورة 20 % واستيراد ما بين 10 و15 جيجاوات ساعة من الغاز لتجنب النقص،

مؤكدا في مقابلة مع صحيفة «فيلت ام زونتاج» نُشرت السبت، أنه إذا لم نوفر كثيرا ولم نحصل على أي غاز إضافي فسنواجه مشكلة.

يذكر أن أوروبا تعاني حاليا من أزمة طاقة حادة على إثر الحرب الروسية في أوكرانيا،

بعد أن استغلت روسيا حاجة الدول الأوروبية لها في مجال الطاقة واستخدمتها للضغط من أجل تحقيق مكاسب بملفات سياسية،

وذلك ردا على العقوبات الغربية التي فرضتها ضد موسكو بسبب غزوها للأراضي الأوكرانية.

وأوقفت روسيا منذ أبريل الماضي إمدادات الغاز عن عدد متزايد من الدول الأوروبية،

وشملت لغاية الآن بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا والدنمارك ولاتفيا.

كما قلصت إمدادات الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب «نورد ستريم1» المهم الذي كان يصل من خلاله كميات كبيرة من الغاز الطبيعي إلى ألمانيا،

وكذلك إلى دول عدة دول أوروبية حيث يعمل الآن أقل من 20% من طاقته

وسط مخاوف من أن تقوم روسيا بوقف كامل لتدفق الغاز عبر هذا الخط قبل حلول فصل الشتاء.

وكانت ألمانيا قد رفعت في يوليو الماضي، المستوى المستهدف من الكميات المخزنة للخريف إلى 75 % بحلول الأول من سبتمبر

و85% بحلول الأول من أكتوبر و95 % بحلول الأول من نوفمبر وطبقت تدابير صارمة لتوفير الطاقة.