في السادس من مايو 1951، كان العيد السنوي لجلوس الملك فاروق على عرش مصر، وفيه – هذه المرة- أعلن زواجه -للمرة الثانية-  من «ناريمان»،

فأصدرت دار الهلال عددا ضخما فخما من المجلة الأولى في العالم العربي في ذلك الوقت (المصور)، أحتفظ به إلى الآن، استطلعت فيه رأى بعض رموز وقادة مصر، فماذا قالوا ؟

ذكر مصطفى النحاس، زعيم حزب الوفد، ورئيس الوزراء: «…فليكن لنا بالفاروق أسوة حسنة،

ولنجعل من أفراحنا طريقا إلى الاستمساك بالفضائل..

جعل الله أيام الفاروق كلها أعيادا ومواسم، وحقق لجلالته ما يبتغيه من حياة ناعمة هانئة».

أما الشيح عبد المجيد سليم، شيخ الأزهر، فقد كتب:

«أهنئ في شخص جلالة الملك المسلم الذي يؤمن بأن الدين ركن أساسي لحياة رغدة، سواء للفرد أو الجماعة.

والدين في نظر جلالته لا يهدى الناس فحسب إلى الطريق المستقيم في السلوك في هذه الحياة، بل المصدر أيضا لاطمئنان النفس،واطمئنان النفس هو المتعة والسعادة».

وقال الأنبا يوساب بطريرك الكرازة المرقسية: «تستقبل مصر فى 6 مايو الجاري يوما باسم الثغر، وضاح الجبين، مشرق المحيا،

يوما من أعز أيامها الوطنية مقاما وأعطرها ذكرا في تاريخها الحديث، وأخلدها بقاء على الزمن…».

وبعد عام واحد وثلاثة شهور، انقلبت هذه الأوصاف رأسا على عقب،

حيث فاضت الأصوات بوصف فاروق بعكس كل ما قيل، إذ كانت سلطة جديدة قد تسلمت مقاليد الحكم.. ثورة 1952.

.. ولا يزال هذا النهج مستمرا بنجاح مؤسف..