ملاحظات سريعة وغير مرتبة على فكرة الناتو العربي والتعاون العسكري مع الكيان الصهيوني..

1- لا شك أننا جميعا نتطلع إلى توطيد التعاون العربي – العربي في مختلف المجالات ومن بينها التعاون العسكري الذي يمثل أحد أوجه ردع المتربصين بأمتنا.

2- يدفعنا ما سبق إلى المطالبة بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشتركة والموقعة في 18 يونيو من عام 1950م .

3- نؤكد وبلا مواربة أن انضمام الكيان الصهيوني لهذا التحالف العسكري الذي تدعو إليه واشنطن وتعتزم طرحه في زيارة بايدن المقررة للمنطقة هو ضربة قاصمة للأمن القومي العربي .

4- تسعى واشنطن ومن خلال هذا الطرح إلى تحقيق استفادة كبيرة من النزاع العربي –الإيراني حيث إتمام عملية التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني إذ يمثل التطبيع العسكري الصهيوني– العربي غاية الأمنيات الصهيونية والأمريكية معا.

5- المستفيد الأكبر من هذا التحالف في حال تم هو إيران التي يزعم الأمريكيون والصهاينة أنها المستهدف الأول منه

إذ سيكون الإعلان عنه دعما وتأييدا لوجهة النظر الإيرانية التي ما فتأت تروجها حول أنها تمثل محور المقاومة والممانعة في المنطقة.

الفكرة ليست جديدة

6- طرح الفكرة ليس جديدا فقد سبق وأن تم طرح الفكرة خلال الأعوام الماضية،

إلا أنها لم تلق قبولا من العديد من الدول العربية المحورية ومن ثم تم اجهاضها.

7- الفكرة هي استكمال للجهود الأمريكية التي تبذل من أجل تقارب عربي- صهيوني

والتي توجت بما عرف باتفاقية ابراهام التي بموجبها تم إعلان التطبيع بين الكيان الصهيوني وكل من الامارات والبحرين والسودان والمغرب.

8- يراهن الكثيرون على الموقف المصري الرافض لتشكيل

مثل هذا التحالف العسكري الذي يضم الكيان الصهيوني لثلاثة أسباب:

الأول، أن مصر تتحفظ كثيرا على أن تكون ضمن تحالف عسكري يضم الكيان الصهيوني.

والثاني، أنها لا تريد أن تكون ضمن تحالف عسكري يكون له بعدا مذهبيا فذلك كفيل بزيادة التوتر في المنطقة.

والثالث، أن لمصر تحفظات كثيرة منذ الخمسينيات على تشكيل التحالفات العسكرية ونموذج لذلك حلف بغداد ومشروع أيزنهاور.

9- لا يعقل أن يضم هذا التحالف كما تردد دولة العراق فلم يعد خافيا حجم نفوذ إيران في العراق.

10- كما لا يعقل أن يضم قطر أو عمان فعلاقتهما بإيران وثيقة.

11- يتعارض تشكيل هذا التحالف مع مساعي التقارب بين إيران والإمارات من جهة

وإيران والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى فضلا عن الهدنة السارية بين الحوثيين وقوات التحالف منذ أشهر.

12- هذا التحالف يضر بشكل كبير بالقضية الفلسطينية التي كانت ولا زالت القضية المركزية للعرب والمسلمين.

13- هذا التحالف كفيل بأن يفرز تنظيمات جديدة تنتهج العنف مسلكا وبالتالي تصاعد ظاهرة الإرهاب.

14- هذا التحالف في حال تم تشكيله سيكون عاجزا عن النيل من إيران فلإيران علاقات معقدة ومتداخلة مع قوى إقليمية ودولية.

15- حصر مواجهة إيران على المستوى العسكري هو خطأ جسيم

فمواجهة المشروع تستلزم العمل على عدة جهات وجبهات.

16- نتوقع فشل إتمام هذه الفكرة.

من عاطف السيد

كاتب وباحث مصري