تتحدث قيادات في فتح والسلطة عن زيارة بايدن غدًا الأربعاء. يتحدثون عن النجاح والفشل، ويحذرون من تداعيات الفشل،

وعليه فهم يبحثون عن نجاح الزيارة، ولكن ما هي المعايير التي تقيس بها السلطة النجاح؟!

تحدثت السلطة عن فتح أفق سياسي مع الكيان الصهيوني، وعن حل الدولتين بصفته الحل المقبول،

وعن ضرورة عودة الدعم المالي الأميركي للسلطة؟!. هذه معايير سياسية تحدثت عنها السلطة مرارا وتكرارا، ولم تحقق منها شيئا.

وبهذه المعايير يمكن القول بأن زيارة بايدن فاشلة لا محالة،

لا سيما أن بايدن لا يملك مخالفة قادة الاحتلال في قضية حل الدولتين، وإغلاق الأفق السياسي،

أما عودة مساعدات أميركا المالية للسلطة فقد يحدث فيه شيئا يسيرا من التقدم.

قيادة السلطة تعيش الوهم في جريها العبثي خلف جمل سياسية المحتل للأرض يرفضها، ويفرض على الأرض بدائله التي يقبل بها ويخطط لها.

العدو ليس في حاجة لمفاوضات سياسية، فهو ينفذ ما يريده، والسلطة عاجزة عن مواجهته، ولا تملك أوراقا داخلية ولا دولية، وليس لها مسار غير مسار القبول بالأمر الواقع.

السلطة في التخطيط الصهيوني بلعت منجل الحل التفاوضي، فعلق في حنجرتها، فلا هي تستطع هضمه، ولا تستطيع لفظه،

وباتت منبوذة من الشعب الفلسطيني، الذي يود أن يرى بديلا ذا مصداقية حين يتحدث في الأمور السياسية والحلول الممكنة.

الرأي العام الفلسطيني لا يعطي صوته لفتح، ولا لمحمود عباس، ويفضل مروان البرغوثي، أي المقاومة،

وحكومة الاحتلال تعرف ذلك، وتقول لأميركا إن صلاحية بقاء السلطة على ما هي عليه انتهت، والقادم ينتظر وفاة محمود عباس، لكي يعبر عن نفسه.

زيارة بايدن للمنطقة لم تأت من أجل فلسطين والسلطة، ولا أحد يتوقع منها شيئا مهما للسلطة وللمفاوضات السياسية.

زِيارة بايدن جاء من أجل النفط والغاز. أي من أجل المملكة ودول الخليج الذين ربما يجتمع معهم بايدن في جده.

الزيارة لم تخف أهدافها، ولم تلبس قناعا خداعا للرأي العام. الزيارة واضحة الوجه،

أسفرت عن أهدافها، وحددت وجهتها، وعينت مركزها، ولكن قادة السلطة يمضغون الكلام، بينما غيرهم بمعزل عنهم؟!

من د. عماد نصار

مدير‏ مركز لسان العرب لخدمات اللغة العربية‏