أعلن ملك الأردن أن حلف «ناتو شرق أوسطي» يتشكل حاليا.

لكن ما لم يقر به الملك أن هذا «الحلف»، الذي سيعلن عنه أثناء زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للسعودية في 13 يوليو الجاري، سيضم الكيان الصهيوني إلى جانب الولايات المتحدة والأردن، مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، والسودان.

بخلاف ما قاله ملك الأردن، فأن المطروح ليس حلفا دفاعليا، يلزم كل دولة بالدفاع عن الدول الأخرى. فـ«الكيان الصهيوني» يجاهر بأنها غير مستعدة للتورط في حروب من أجل دول أخرى.

إذن ما المطروح عمليا؟

الحديث يدور عن منتدى أمني إقليمي، يشهر العلاقة الأمنية القائمة بين إسرائيل والدول العربية الست وينقلها من السرية إلى العلنية،

بحيث يكون هذا المنتدى تحت إشراف وإدارة القيادة المركزية في الجيش الأمريكي،

ويمكن الكيان الصهيوني من تحقيق مصالحه عبر استغلال مقدرات الدول العربية الست المشاركة فيه.

هذه المنتدى، مثل استغلال أقاليم هذه الدول في الانطلاق لتنفيذ عمليات عسكرية ضد دول أو أطراف أخرى أو التجسس عليها.

سيما وأن قناة 12 الصهيونية أكدت بالفعل أن إسرائيل زرعت منظومات رادارية في عدد من الدول العربية.

يمكن لـ«الكيان الصهيوني» أن تستغل أجواء بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين،

سيما الأردن في إجراء مناورات سلاح جوها، كما أنها ستستغل موانئ بعض هذه الدول،

في مراقبة الممرات المائية لمنع وصول السلاح والعتاد للمقاومة في قطاع غزة، أو انطلاق من هذه الموانئ في تنفيذ عمليات ضد أهداف بحرية لأطراف أخرى.

الكيان الصهيوني الذي منع الولايات المتحدة من تزويد السعودية بسلاح متطورة وعارض علنا تزويد الإمارات طائرات إف 35 ورفض بيعها منظومة «القبة الحديدية»، وتجاهر الكثير من نخبه الحاكمة بان الأردن هو الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تكون حلييف.

إذن يا ملك الأردن أنه ليس «ناتو شرق أوسطي» بل «ناتو صهيوني».

من د. سعيد عيادي

أستاذ علم إجتماع المعرفة بجامعة البليدة، الجزائر