الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى القيادة الرشيدة، التي تنقذها من هذه المهازل والهزائم التي تحيط بها،

القيادة التي تستلهم نفسها من القيم الإسلامية، الآمنة بالله، المتوكلة عليه، القوية بالله،

المؤمنة بربّها، القيادة التي لا تهزها الزوابع والأعاصير، القيادة لا تتكوّنُ بنفسها،

بل هي تفتقر إلى الرجال العظام العباقرة، الذين تربوا وترعرعوا في أحضان القيم الإسلامية.

صناعة الرجال أولى وأهم من بناء القيادة التي تخلو من الرجال، اليوم الأسباب

التي أدت إلى هزيمة الأمة عسكرياً وسياسياً وقيادياً هي وجود القيادات الفاسدة الفاشية التي تساوم على الإسلام والإيمان.

اليوم الحكومات العميلة المتأمركة التي أخذت ناصية الأمة وتجرها حيث يهوي هواها،

هي التي كبدت خسائر فادحة شرسة للأمة الإسلامية،

كلها تتنافس في إخضاع بلادها للغرب، اليوم أميركا هي قائدة ورائدة لرؤساء المسلمين، وهم يركنون ويميلون إليها،

إنه لأمر مؤسف أن الدول الإسلامية لجأت إلى الولايات المتحدة وتملقها وتزلفها من أجل الحفاظ على حكوماتها.

اليوم الدول الإسلامية تلجأ إليها في كل أمر تافه،

أمريكا اليوم، وفي واقع الأمر، هي زعيمة العالم الإسلامي، و ليس للمسلمين دور في بناء مصيرهم.

اليوم، ليس للمسلمين دور يلعبونه في إزالة أزمات العالم الإسلامي،

بل عليهم أن يسعوا للحصول على إذن من الولايات المتحدة لحل مشاكلهم وأزماتهم.

لقد حان الوقت لكي ينتفض المسلمون لتشكيل حكومة إسلامية حقيقية، ولا بد من تشكيل قيادة إسلامية جديدة،

وهذه حاجة ملحة لتدريب أناس جديرين وملتزمين ومؤمنين بالله تعالى،

أناسٌ تموج فيهم الأمواج الإيمانية وتلتهب جمرات الإيمان فيهم وجذواته ونزواته، قلوبهم عامرة ومفعمة بالإيمان واليقين بالله.

تمس الحاجة إلى صناعة الرجال الأكفاء المتخصصين المتبحرين في العلوم الشرعية والعصرية،

يجب على العلماء والمفكرين المسلمين بذل قصارى جهدهم لتدريب الناس الذين سيحكمون البلاد الإسلامية غدًا،

ويجب تدريب المؤمنين على قيادة العالم الإسلامي،

حتى يتمكنوا من قيادة الأمة الإسلامية في الساحات الثقافية و الاجتماعية و الشرعية و القيادية.

من ‎سمير حسين زعقوق‎

صحفي، باحث في الشئون الآسيوية