لا يكاد يمرّ يوم، إلّا ويتناهى إلى سمعنا نبأٌ عن عظيمٍ لم تصنعه المدارس ولم يجلس إلى مقعد معهد أو جامعة، ولكن صنعه تعليم حُرّ وقراءة شرِهة وإرادة من فولاذ..

هنا رجل وُلد عام 1942 وسط القحط والجفاف في شرق إفريقيا،

وحالت ظروفه دون الالتحاق بالمدارس النظامية المتوفّرة، فحفظ القرآن وهو ابن التاسعة،

وتعلّم على يدي أبويْه ومَن في محيطه من علماء عصره،

ثم جنّد وقته للمطالعة في العلم الشرعي فقها وحديثا وتفسيرا،

وما إن استوى عوده ووقف على عتبة الثالثة والثلاثين حتى كان أهلا لتولّي منصب الإفتاء،

وهو المنصب الأمين على أديان الناس، والموقِّع عن ربّ العالمين.

قبل أن يختار نائبا لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضمن صفوة الصفوة من ورثة الأنبياء وحرّاس الوحي.

وخلال مسيرته الحافلة، جنّد لسانه وقلمه لخدمة العلم والدعوة وقضايا الأمّة، فكان خطيبًا بليغا وداعيةً سمحا ومصنِّفًا متبحِّرا،

ورغم هذا يتواضع ويصف نفسه بالمقصِّر في طلب العلم! إنه الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان لقرابة نصف قرن قد يزيد.

من د. صالح الرقب

أستاذ العقيدة، بالجامعة الإسلامية، فلسطين