نشرت صحيفة الجارديان البريطانية حديث الكاتبة إيما بروكس تناولت نتائج جلسة الاستماع الخاصة بمسؤولية الرئيس الأمريكي السابق عن هجوم محتجين على مقر الكونغرس يناير 2021.

وقالت الكاتبة في مقال بعنوان ” اعتقد ترامب أنه سوف يفلت من العقاب. تثبت جلسات الاستماع بشأن هجوم الكابيتول الأمريكي أن هذا غير صحيح”.

وأوضحت إيما أن أحد أسوأ الأشياء في رئاسة ترامب هو الإحساس الدائم بأن الرجل يمكن أن يفعل أو يقول أي شيء، وقال ترامب في عام 2016: “يمكنني الوقوف في وسط الشارع وإطلاق النار على شخص ما، ولن أفقد الناخبين”.

وفي 6 يناير 2021، عندما اقتحم حشد من مؤيدي ترامب، بتشجيع منه، مبنى الكابيتول الأمريكي “كان هذا بمثابة اختبار لمبدأ ترامب هذا”.

وأكدت الكاتبة أن جهود إقالة ترامب السابقة فشلت. ورفض أعضاء رئيسيون في فريق ترامب إدانته. وبدا أنصاره على ولائهم. الآن، نظرا لأن أحداث ذلك اليوم تأتي أمام لجنة في مجلس النواب، فهناك نهج جديد يتعلق بصعوبة تحقيق بعض من هذه الأمور.

ويوم الخميس الماضي، قامت كل شبكة تلفزيونية في الولايات المتحدة، باستثناء فوكس نيوز، بتغطية مباشرة للجنة مختارة من مجلس النواب للتحقيق في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير.

وتؤكد الكاتبة أنه كان هناك اهتمام كبير بهذه الجلسات. وبلغت أرقام المشاهدة في اليوم الأول من جلسات الاستماع 20 مليونا على التلفزيون وحده، أي بدون أرقام لجميع المشاهدين عبر الوسائل الأخرى.

وتولى رئيس اللجنة الديمقراطي عضو الكونغرس بيني طومسون، ونائبته عضوة الكونغرس الجمهوري ليز تشيني، تقديم عرض مدته ساعتان حشدا خلالها الأدلة ضد ترامب ببراعة، وبدا كلاهما مدركا لهدفهما الأعمق: ليس فقط تقديم الحقائق ولكن لبناء رواية قد تقنع الأمريكيين في النهاية الذين يساورهم شك بأن ترامب أثار حشودا عازمة على قلب الانتخابات.

وتقول الكاتبة إن الجلسات شهدت تحولا جذريا لمواقف “خدام ترامب المخلصين السابقين”، وكان من بينهم ليز تشيني، وهي من المحافظين اللامعين والتي كان سجلها الانتخابي خلال فترة ولاية ترامب الوحيدة متوافقا بنسبة 93 بالمئة معه، لكنها الآن تصفه “بالكاذب”. وهناك بيل بار، المدعي العام في عهد ترامب، الذي امتدح رئيسه السابق حتى وقت قريب فقط. وشهد بالفيديو بأن ترامب “لم يتحرك لوقف السرقة”.

كما شهدت إيفانكا، ابنه ترامب، بشهادتها عبر الفيديو لتقول إنها صدقت المدعي العام آنذاك بار، بأن وزارة العدل لم تجد أي تزوير كافٍ لإلغاء الانتخابات.

وأكد زوجها جاريد كوشنر أنه بعد أن أخبره محامي ترامب أنه لم يحدث أي تزوير في الانتخابات، رفض كوشنر المعلومات.

وختمت الكاتبة مقالها بأن جلسة الاستماع جاءت لبناء قضية من المفترض أن تساعد في نهاية المطاف وزارة العدل في إجراءاتها الجنائية ضد ترامب.

وقد وصلت الحبكة الدرامية ذروتها في تلك الجلسة الأولى مع مونتاج ختامي لمشاهد العنف في مبنى الكابيتول مضافا إليه صوت ترامب وهو يقول : “كانوا أناسا مسالمين”، بينما كانت صور مؤيديه يضربون ضباط الشرطة ويحطمون النوافذ، كما قالت الكاتبة.