فئة عريضة من الناس تعتقد أن الرياضة وخصوصا محبوبة الجماهير الأولى«كرة القدم» هي مجرد وسائل للترفيه،

لكنها لم تكن كذلك على مر التاريخ ولن تكون،

ودليل ذلك محاولة بعض الفرق الأجنبية التطبيع مع المثلية كالمنتخب الأمريكي وقبله فريق باريس سان جيرمان PSG الفرنسي،

وقليلا ما تجد لاعبا من هذه الفرق يعارض، مما يعرضه لعقوبات من إدارة الفريق وهجوم للجماهير المتطرفة،

كاللاعب السنغالي المسلم إدريسا غاي الذي حظي بتضامن واسع بعد الهجوم الكبير الذي تعرض له إثر غيابه عن مباراة فريقه الفرنسي باريس سان جيرمان بالدوري المحلي تجنبا لارتداء قميص لدعم المثليين،

الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن مفهوم الحرية التي يروج لها الغرب،

وإن كان يقول بالحرية فلماذا يفرض على لاعبين من أوساط دينية وثقافية مختلفة التطبيع مع إيديولوجيات لا تناسبهم، في الوقت ذاته الذي ينادي فيه بحرية الأقليات!؟

تناقض كبير يتخبط فيه الغرب وهو يحاول التضييق على ديانة مقابل فرض احترام أقليات معينة.

الأطفال والمراهقون من خصائص المراحل العمرية التي ينتمون إليها أنهم يتخذون من بعض لاعبي كرة القدم والفن..

نماذج يحاولون تقليدها في اللباس، تسريحة الشعر، الكلام ، وحتى نمط العيش،

لذلك لا يستقيم في عصر كثرت فيه المغريات وازدادت فيه شعبية كرة القدم أن نطلب منهم أو نفرض عليهم عدم مشاهدة كرة القدم أو الإعجاب بلاعب،

إنما من ضرورات المرحلة أن يقوم المربي بتأطير هؤلاء الأطفال من خلال توجيه أنظارهم وإعجابهم إلى لاعبين تتوفر فيهم شروط معينة، من قبيل حسن الخلق والوازع الديني الذي يجعلهم قادرين على حماية أنفسه من المغريات وسط عالم كله فتن.

ولنا ولله الحمد نماذج للاعبين مسلمين يشهد لهم بذلك من جنسيات مختلفة،

كاللاعب المغربي المحترف في دولة فرنسا زكرياء أبو خلال، وقبله المصري أبو تريكة، والسنغالي ساديو ماني،

ولنا في كل دولة نموذج،

استطاعوا أن يمثلوا الإسلام والمسلمين خير تمثيل خصوصا في المجتمعات الغربية،

رغم صعوبة الثبات في تلك المجتمعات التي إما أن تجعلك تحيد عن الطريق المستقيم أو على الأقل تجعلك غير قادر على الاعتراض والتعقيب، خصوصا في دولة كفرنسا.

وسط بدون منظومة قيم أخلاقية تحكمه وتوجهه، هو عالم من التناقضات،

لا صوت فيه يعلو على صوت المال ونشر الأفكار الشاذة،

مما يستوجب أن يتعاون كل من يصبو لحماية أبنائه من الانسياق وراء هذه الأفكار وتبنيها،

على تنمية الفكر النقدي لدى الأطفال وترسيخ وازعهم الديني،

وإلى حينها من باب الأولويات توجيه أنظارهم إلى فئة تتوفر فيها الشروط اللازمة.

من سعيد المرتضي سعدي

باحث الدكتوراه، جامعة شيتاغونغ الحكومية، شيتاغونغ، بنغلاديش مدير، مدرسة الحضارة الإسلامية.