الأمة| أثارت تغريدات المتحدث باسم الحزب الذي رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” عن الرسول محمد -صل الله عليه وسلم- موجة غضب واسعة من قبل ملايين المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبر حسابه على موقع تويتر، تساءل “كومار جيندال”، المتحدث الرسمي لحزب “بهاراتيا جاناتا”، الحاكم في الهند، والذي يتزعمه رئيس الوزراء، “ناريندرا مودي”، عن سبب زواج النبي محمد من السيدة عائشة وهي لم تبلغ حينها عشر سنوات.

إلا رسول الله يا مودي

وتحت هاشتاج “إلا رسول الله يا مودي”، أعرب عدد من المسلمين في غالبية البلدان العربية عن غضبهم بقرابة نصف مليون تغريدة خلال ساعات، مُعتبرين أن ما قاله المسؤول الهندي يُعد تجاوزًا للخطوط الحمراء.

وبينما أعلن حزب ناريندرا مودي تعليق عمل كومار جيندال، على خلفية تصريحاته المسيئة للنبي والإسلام، إلا أن العديد من البلدان العربية بدأت في استدعاء سفراء الهند للاحتجاج.

تصاعد حدة الكراهية

ومن جانبها، قالت منظمة التعاون الإسلامي -تضم 57 دولة-، في بيان لها: “إن هذه الإساءات في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم”.

وأضافت: “خاصة في ضوء مجموعة من القرارات بمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية في عدد من الولايات الهندية وعمليات هدم لممتلكات المسلمين، إضافة إلى تزايد أعمال العنف ضدهم”.

وطالبت المنظمة “السلطات الهندية بالتصدي بحزم لهذه الإساءات وكل أشكال التطاول على الرسول -محمد- وتقديم المحرضين والمتورطين ومرتكبي أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد المسلمين إلى العدالة ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها”.

كما طالبت “السلطات الهندية بضمان سلامة وأمن ورفاه المجتمع المسلم في الهند وحماية حقوقه وهويته الدينية والثقافية وكرامته وأماكن عبادته”.

ودعت “المجتمع الدولي، لا سيما آليات الأمم المتحدة والإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للممارسات التي تستهدف المسلمين في الهند”.

الكويت تطالب بالإعتذار

وعلى صعيد مواقف الدول، استدعت استدعت الكويت،اليوم الأحد، سفير الهند لديها سيبي جورج، وسلمته مذكرة احتجاج وشجب رسمية، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وأعربت الكويت عن رفضها القاطع وشجبها للتصريحات المسيئة للرسول الكريم والمسلمين، الصادرة عن مسؤول الحزب الحاكم، كما رحبت بقرار الهند بإيقاف المسؤول المذكور عن ممارسة مهامه وأنشطته في الحزب بسبب هذه التصريحات المسيئة”، مطالبةً بـ”باعتذار علني لتلك التصريحات المعادية”.

وأوضحت أن الاستمرار في تلك التصريحات دون إجراء رادع أو عقاب سيؤدي “إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض عناصر الاعتدال”، مؤكدة أن “إصدار مثل هذه التصريحات ينم عن جهل واضح لرسالة السلام التي يحملها ديننا الإسلامي وسماحته والدور الكبير الذي قام به الإسلام في بناء الحضارات في جميع دول العالم بما فيها الهند”.

قطر وعُمان تحذران من العنف

كما استدعت دولة قطر، سفير الهند، ديباك ميتال، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية هى الآخرى، كما رحبت بإيقاف المسؤول بالحزب، وقالت: إن “هذه التصريحات المهينة التي تحرض على الكراهية الدينية، هي إساءة لمسلمي العالم أجمع، وتدل على الجهل الواضح بالدور المحوري الذي لعبه الإسلام في تنمية الحضارات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الهند”.

وطالبت قطر بـ”اعتذارا علنيا، وإدانة فورية لهذه التصريحات من قبل حكومة الهند”، مشيرة إلى أن “السماح لمثل هذه التصريحات المعادية للإسلام بالاستمرار دون عقاب يشكل خطراً جسيماً على حماية حقوق الإنسان وقد تؤدي إلى مزيد من التحيز والتهميش والذي سيؤدي إلى حلقة من العنف والكراهية”.

كما انتقد أحمد الخليلي، مفتي سلطنة عُمان، تغريدة المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، قائلًا عبر حسابه على موقع تويتر: “إن الاجتراء الوقح البذيء من الناطق الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند على رسول الإسلام صل الله عليه وسلم وعلى زوجه الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة”.

https://twitter.com/jhelles/status/1532833778380460032

 

 

 

من د. عبد اللطيف السيد

دكتور أصول الحديث