الأمة| أعربت الملكة نور، أرملة العاهل الأردني الراحل، الملك الحسين بن طلال، عن استيائها من صدور أمر ملكي من الملك عبدالله بن الحسين بتقييد اتصالات وإقامة وتحركات شقيقه ونجلها الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق.

وقالت الملكة نور، في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: “بعض الأشياء الأغرب حقًا من الخيال يُجرى تداولها الآن”، دون أن تشير إلى قرار الملك عبدالله.

وأعادت الملكة نور نشر تغريدة لأحد الحسابات على تويتر، تشير إلى ما يحدث هو فيلم أردني عالمي من تأليف المخابرات العامة يحاك ضد الأمير حمزة.

وجاء في التغريدة التي أعادت نشرها: “ماكان يوما حمزه يتعامل بتعالي ولم يكن يوما صاحب وسواس ووهم ولم يكن يلبس ثوب الواعظ المنافق ولم يكن يوما مسيئا للوطن متأمرا عليه وكل ماورد في الرساله ماهو الا طعن وتهديد للامير حمزه والتحريض ضده التاريخ يعيد نفسه (الملك طلال)”.

وأعلن العاهل الأردني، الملك عبدالله، اليوم الخميس، تقييد اتصالات وإقامة وتحركات شقيقه الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق، واصفًا إياه بـ”الأمير الهدام”.

https://twitter.com/hamzaweyeh/status/1527291415260065792

وأصدر الملك عبدالله، أمرًا ملكيًا اليوم، أكد فيه أنه استنفذ كافة المحاولات للتعامل مع الأمير حمزة منذ قضية “الفتنة”، وفقًا للديوان الملكي الأردني.

وفي كلمة للشعب الأردني، قال الملك عبدالله: “أكتب إليكم آملاً بطي صفحة مظلمة في تاريخ بلدنا وأسرتنا. فكما تعلمون، عندما تم كشف تفاصيل قضية الفتنة العام الماضي، اخترت التعامل مع أخي الأمير حمزة في إطار عائلتنا، على أمل أن يدرك خطأه ويعود لصوابه، عضوا فاعلا في عائلتنا الهاشمية. لكن، وبعد عام ونيف استنفد خلالها كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا، فخلصت إلى النتيجة المخيبة أنه لن يغير ما هو عليه”.

وأضاف: “ترسخت هذه القناعة لدي بعد كل فعل وكل كلمة من أخي الصغير الذي كنت أنظر إليه دائما نظرة الأب لابنه. وتأكدت بأنه يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصيا على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا. وعكست مخاطباته المتكررة حالة إنكار الواقع التي يعيشها، ورفضه تحمل أي مسؤولية عن أفعاله”.

وتابع: “ما يزال أخي حمزة يتجاهل جميع الوقائع والأدلة القاطعة، ويتلاعب بالحقائق والأحداث لتعزيز روايته الزائفة. وللأسف، يؤمن أخي حقا بما يدعيه. والوهم الذي يعيشه ليس جديدا، فقد أدركت وأفراد أسرتنا الهاشمية، ومنذ سنوات عديدة، انقلابه على تعهداته وتصرفاته اللامسؤولة التي تستهدف بث القلاقل، غير آبهٍ بتبعاتها على وطننا وأسرتنا. فما يلبث أن يتعهد بالعودة عما هو عليه من ضلال، حتى يعود إلى الطريق التي انتهجها منذ سنوات”.

وأكد العاهل الأردني، أنه مارس خلال الأعوام السابقة “أقصى درجات التسامح وضبط النفس والصبر مع أخي. التمست له الأعذار على أمل أنه سينضج يوما، وأنني سأجد فيه السند والعون في أداء واجبنا لخدمة شعبنا الأبي وحماية وطننا ومصالحه. صبرت عليه كثيرا، لكن خاب الظّن مرة تلو المرة”.

واستطرد: “بعد استنفاد محاولات التّعامل مع كل ما ورد من أخي حمزة في إطار الأسرة، وعبر النّصح والحوار الأخويّ والأسريّ، لا أرى الآن بدّا من القيام بما تمليه علي الأمانة والمسؤولية؛ فواجبي تجاه أسرتي الصغيرة كبير، لكن واجبي إزاء أسرتي الأردنية الكبيرة ومصالحها أكبر وأسمى. ولن أسمح لأيٍّ كان أن يقدم مصالحه على مصلحة الوطن، ولن أسمح حتى لأخي أن يكون سببا للمزيد من القلق في وطننا الشامخ”.

وأضاف: “عليه، فقد قرّرت الموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته، والتي رفعها المجلس لنا منذ الثالث والعشرين من شهر كانون الأول الماضي، وكنت قد ارتأيت التّريث في الموافقة عليها لمنح أخي حمزة فرصة لمراجعة الذّات والعودة إلى طريق الصّواب”.

وتابع: “بالنظر إلى سلوك الأمير الهدام، فإنني لن أفاجأ إذا ما خرج علينا بعد هذا كله برسائل مسيئة تطعن بالوطن والمؤسسات. لكنني وكل أبناء شعبنا لن نهدر وقتنا في الرد عليه، لقناعتي بأنه سيستمر في روايته المضللة طوال حياته. إننا لا نملك ترف الوقت للتعامل مع هذه الروايات؛ فأمامنا الكثير من الأولويات الوطنية والتحديات التي يجب أن نواجهها بشكل سريع وصارم”.

وأوضح العاهل الأردني، أنه “سنوفّر لحمزة كل ما يحتاجه لضمان العيش اللائق، لكنه لن يحصل على المساحة التي كان يستغلها للإساءة للوطن ومؤسساته وأسرته، ومحاولة تعريض استقرار الأردن للخطر… وبناء على ذلك، سيبقى حمزة في قصره التزاماً بقرار مجلس العائلة، ولضمان عدم تكرار أي من تصرفاته غير المسؤولة، والتي إن تكررت سيتم التعامل معها”.

وتابع: “أما أهل بيت الأمير حمزة، فلا يحملون وزر ما فعل، فهم أهل بيتي، لهم مني في المستقبل، كما في الماضي، كل الرّعاية والمحبّة والعناية”.

 

من د. عبد اللطيف السيد

دكتور أصول الحديث