الأمة| أظهرت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية في لبنان تراجعًا واضحًا لعدد أنصار “حزب الله” الشيعي وحركة الأمل، وسط نجاح عدد من المستقيلن وممثلو حزب القوات اللبنانية المسيحي بقيادة سمير جعجع المعارض الشديد للحزب الشيعي المدعوم من طهران.

وفجرت نتائج الانتخابات اللبنانية مفاجأت عديدة بعد إزاحة العديد من المقاعد التي كانت مُخصصة للأحزاب والنواب التقليديين المُقربين من السلطة الحاكمة وحزب الله الشيعي في لبنان.

ضربة لحزب الله 

ونجح عدد من النشطاء وممثلو المجتمع المدني وقوى التغيير، المنبثقة عن انتفاضة أكتوبر عام 2019 في الحصول على 13 مقعدًا في المجلس التشريعي الجديد، وهو الأمر الغير مُعتاد على الساحة السياسية اللبنانية خاصة أن هناك قوى سياسية تقليدية اعتادت على الأغلبية داخل المجلس.

وبينما احتفظ تحالف حزب الله وحركة أمل، بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، بكامل المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية -27 مقعدًا- في المجلس المكون من 128 مقعد، إلا أن الحزب تلقى ضربة موجعة بفعل خسارته للأكثرية النيابية، والتي كان يتمتع بها مع حلفائه في المجلس السابق، وكانت تضم 71 نائبًا.

سمير جعجع

وتمكن حزب القوات اللبنانية المسيحي، بقيادة سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للحزب، والمعروف بعدائه الشديد لـ”حزب الله”، وتربطه علاقاته قوية بالسعودية، من الحصول على 20 مقعدًا بعد كان 15 مقعدًا في المجلس الماضي.

ويراهن سمير جعجع على تشكيل أكبر كتلة برلمانية في المجلس بالتحالف مع الطوائف والأحزاب الدينية الأخرى، خاصة أن نتائج الانتخابات تُمكنه من انتزاع الزعامة المسيحية داخل المجلس من منافسه المسيحي القوي “التيار الوطني الحر”، والمتحالف مع “حزب الله” بزعامة الرئيس ميشيل عون بعد أن حقق تراجعًا ملحوظًا.

ويتواجد في لبنان أعلى نسبة للمسيحيين في الوطن العربي، بنحو 40.5% من السكان، كما أن لبنان البلد الوحيد في المنطقة العربية الذي يتولى رئاسته مسيحيون بحكم الدستور اللبناني.

وفي أول تعليق على نتائج الانتخابات، قال سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية، في تصريحات لوسائل إعلام سعودية، إنه لا يمكن استمرار فريق إيران بالسيطرة على البرلمان اللبناني.

ورأى جعجع أن الانتخابات سارت بشكل جيد بالرغم من عرقلة بعض القوى لها، لافتًا إلى أن المناطق التي يتواجد بها عناصر “حزب الله” و”حركة أمل”، شهدت تراجعًا في نسب المشاركة ومواجهات واشتباكات.

من د. عبد اللطيف السيد

دكتور أصول الحديث