حتى لا تكون فتنة

1- قتلُ امرأة كانت تدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم والأرض المحتلة، جريمة -بلا شكّ-، والدعم المعنوي لأهلها، واجب أخلاقي، والحزن لهذا المُصاب، موقف عفوي من أنفسٍ تحبّ من صنعوا معروفًا للناس.

2-عامةُ الذين صاحوا بتذكير الناس بألف باء الدين،

وأنّه يَحرم طلب المغفرة للكافرين، كانوا سيؤُثرون الصمت لو أنّ أصحاب «الفقه البحبحاني« لم يكذّبوا كتاب الله وخبر رسوله صلّى الله عليه وسلّم في أنّ الجنّة لا تدخلها إلّا نفس مؤمنة. وعن نفسي، كنتُ أنوي ترك الأمر بلا تعليق، فقد نشرتُ في ذلك منشورات كثيرة في مواقف مشابهة، ولكن ساءني أنّ الجرأة على قطعيات الدين قد بلغت أقصاها؛ ولذلك كتبتُ هذه الكلمات إبراءً للذمّة.

قال تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}

قال صلّى الله عليه وسلّم: «والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ، لا يهودِيٌّ، ولا نصرانِيٌّ ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كان من أصحابِ النارِ».

3- قدّم أبو طالب للإسلام والأمّة ما لم تقدّم المقتولة ظلّمًا عشر معشاره. ولم يمنحه الرسول صلّى الله عليه وسلّم مع ذلك صكًّا «إنسانيًا» لدخول الجنّة؛

وإنّما دعاه إلى التوحيد، حتى لا يهلك مع الهالكين؛ فقد قال صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالبٍ حينَ حضَره الموتُ «قُلْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشفَعْ لك بها يومَ القيامةِ».

4- مدار النجاة يوم القيامة على التوحيد.

ونصرة القضايا الإنسانية، لا تورث صاحبها الجنّة، وجزاؤها ما يلقاه الكافر من نعيمٍ في الدنيا.

ومن رحمة الله سبحانه أن رزق المشركين نعم الدنيا، مع سبّهم له سبحانه.

قال تعالى:

{وَلَقَدْ أوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما أحدٌ أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى، إنهم يجعلون له ندًا، ويجعلون له ولدًا، وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم».

5- الاستهانة بالشرك من رزايا العصر في «الأمّة»، خاصة شرك النصارى.

وقد قال ربّنا سبحانه في عقيدة النصارى ما لم يقله في غيرها:

{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً}.

6- باب طلب هداية النصارى إلى الجنّة واسع في الدنيا، وليس على ناشده سوى أن يطلب العلم لدلالة أبناء الكنيسة إلى جنّات النعيم، بالحجّة والبرهان.

7-الثناء على المقتولة على يد المجرمين،

بأنّها فعلت ما لم يفعله «كلّ شيوخ الدين»، قلّة عقل، وعمى بصيرة؛ فهذه السجون قد اكتظّت بالعلماء وطلبة العلم،

حتى قال أحد من سجن معهم: لقد دخلت جامعة شرعية؛ ففيها أهل التخصص في كل فنّ شرعي..

العلماء وطلبة العلم في السجون منذ عقود، ولا يبكيهم أحد إلّا أهلهم..

وقد قدّموا للأمّة ما لم تقدم أبو عاقلة عشر معشاره (مع إكبار ما قدّمته).

لقد خوّفوا في الله كما لم يخوّف أحد اليوم، وجوّعوا في الله، وعذّبوا أشدّ التعذيب في الله،

ورموا وراء قضبان الزنازين بلا رحمة…. ولكنّ «الناس على دين ترنداتهم».

8-جهل كثير من الناس أنّ المشرك الذي قامت عليه الحجّة الرسالية لا يدخل الجنّة،

رسالة جديدة إلى الدعاة أن يتقوا الله في الأمّة،

وأن يقفوا بصدق وعلم على ثغور الدين، لصيانة العقيدة والشريعة من المسخ.

9- النقاش الحقّ يجب ألا يكون في مصير من مات وهو مشرك -فهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار-،

وإنّما في ردّة من كذّب كتاب الله، وزعم أن الله يدخل الجنّة من آمن بالآب والابن والروح القدس..

النقاش يجب أن يكون في حكم من قال إنّه يرفض دخول الجنّة إن لم تدخلها أبو عاقلة..

= مصاب الأمّة في دينها أعظم من مصاب فلسطين في «أبو عاقلة»..

#حتى_لا_تكون_فتنة

من مجاهد ديرانية

كاتب وباحث إسلامي، سوري