سريلانكا التي كانت تعرف باسم «لؤلؤة المحيط الهندي» تتحول بسرعة إلى «لبنان في آسيا» حيث الفوضى هي النظام السائد اليوم.
إن التأثير على الحياة اليومية للأفراد، من الفئات الأقل دخلاً والعاملين بأجر يومي إلى أغنى سكان المقاطعة، واضح بشكل ملموس، لم يحدث أبدًا في تاريخ هذه الجزيرة أن يعاني مواطنوها من هذا النوع من الصعوبة.
تواجه سريلانكا أزمة اقتصادية وأزمة طاقة حادة ناجمة عن نقص النقد الأجنبي. دفع الارتفاع المفاجئ في أسعار السلع الأساسية ونقص الوقود عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الوقوف في طوابير لساعات خارج مضخات البنزين.
أعلنت سريلانكا انقطاع التيار الكهربائي لمدة 13 ساعة يوميًا، ونتيجة لذلك، أوقفت المزيد من المستشفيات العمليات الجراحية الروتينية بعد نفاد الأدوية المنقذة للحياة، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الجزيرة التي تعاني من ضائقة مالية.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
أدى النقص الحاد في الدولار الأمريكي في البلاد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بما في ذلك الحليب،
وهو أمر ضروري للوجبات العادية والأعمال التجارية الغذائية. وقفز معدل التضخم في سريلانكا إلى 18.8 بالمائة في مارس 2022 في العاصمة كولومبو ارتفاعا من 15.1 بالمائة في فبراير شباط.
يوما بعد يوم، ترتفع تكاليف المعيشة بشكل هائل. حتى الصحف والطباعة تعرضت لنقص حاد في مواد الطباعة،
مما أدى إلى تقليص عدد المطبوعات وتأجيل الامتحانات المدرسية.
تكمن جذور الأزمة، وهي الأسوأ منذ عدة عقود، في سوء الإدارة الاقتصادية من قبل الحكومات المتعاقبة
التي خلقت عجزًا مزدوجًا وحافظت عليه – عجز الميزانية إلى جانب عجز الحساب الجاري.
احتجاجات مناهضة للحكومة
تعصف الاحتجاجات الجماهيرية بالبلاد وهي تواجه واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية.
وطالبت الاحتجاجات المناهضة للحكومة باستقالة الرئيس جوتابايا راجاباكسا وحاول مئات الأشخاص اقتحام منزله الخاص.
في ليلة من أعمال العنف، أصيب شخص واحد واعتقل ما لا يقل عن 45 آخرين.. هذه ليست سوى البداية!
في ضوء الخلفية المذكورة أعلاه، فإن المحرومين والأقل حظًا يكافحون أكثر من أي وقت مضى للبقاء على قيد الحياة دون أي وسيلة للرزق.
تكافح معظم العائلات ذات الدخل المنخفض من أجل وضع ما يكفي من الطعام على المائدة وهي في حالة يرثى لها.
باختصار، يعاني الناس جسديًا وعقليًا ونفسيًا بسبب تكلفة المعيشة التي لا تطاق والمستقبل غير المؤكد.
الأمة