هل العلاج في إعادة الإنتاج؟

عمل النظام المصري على شيطنة جماعة الإخوان بعد الانقلاب مباشرة لعدة سنوات، وتحميلها كل مصائب البلد التي لم يحكموها سوى عام واحد -إن كانوا قد فعلوا- ثم انتقل إلى مرحلة تجهيل العدو في هيئة «أهل الشر»،

ومنها إلى تناسي هذه المرحلة والانطلاق للأمام على متن المونوريل نحو الجمهورية الجديدة!

فتوقف السيسي اليوم مرة أخرى ليعيد الحديث عنهم وشيطنتهم؛

يعني أننا رجعنا للوراء مرة أخرى وأن تعثراً ما أصاب المونوريل في الطريق إلى إيلات!

تفتيشك في دفاترك القديمة يعني أن الصفحة الحالية قد احترقت، ويعني أنك لم تفلح في كتابة دفاتر جديدة.

وإعادة إظهار الإخوان على الواجهة مرة أخرى هو خطأ استراتيجي يقع فيه النظام حتى لو كان مضطراً، وحتى لو كانت إعادة مضاعفة الشيطنة،

إذ يعني استحضارها في المخيلة الشعبية مرة أخرى،

وإعطاءها ثقلاً وقوة حاول النظام إخفاءهما،

خاصة إذا كان إفلاس النظام بالمعنى الحرفي والمعنوي صار بادياً لا يمكن إنكاره أو مداراته،

مما يعني مقارنة ضرورية حتى لو بين فاشل وأفشل منه، والناس يتعاملون مع الواقع على أي حال؛ أعني إفلاس البلد/الإخوان.

من عبد الرحمن محمد جمال

مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.