– في مثل هذا اليوم 1 شوال (عيد الفطر) رحلَ عن الدنيا الصحابي الجليل “عمرو بن العاص”، رضي الله عنه وأرضاه.. (بعض المؤرخين قالوا إنه تُوفي ليلة العيد، ودُفنَ يوم العيد)

-كان عمرو من سادة قريش في الجاهلية، فأبوه هو العاص بن وائل السهمي، وكان يحترف التجارة، فقد كان يسافر بتجارته إلى الشام واليمن ومصر والحبشة.

كما كان من فرسان قريش، أرسلته قريش إلى (أصحمة النجاشي) ملك الحبشة، ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده.

– حضر عمرو بن العاص غزوة بدر مع قريش ضد المسلمين، ثم حضر غزوة أحد، ثم غزوة الخندق.

ولمّا عادت قريش إلى مكة بعد صلح الحديبية، ذهب إلى الحبشة عند أصحمة النجاشي، فوجده اعتنق الإسلام، فاعتنق الإسلام هناك على يد النجاشي في السنة الثامنة للهجرة، ثم أخذ سفينة متجهًا إلى المدينة المنورة، فالتقى في الطريق بخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة، فدخلوا المدينة المنورة في صفر عام 8 هـ، معلنين إسلامهم، وحينها قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها».

– بعد إسلامه أرسله النبي في سرية إلى “ذات السلاسل” في جمادي الآخرة سنة 8هـ، ثم في سرية أخرى لهدم صنم “سواع” في رمضان سنة 8هـ، بعد فتح مكة.

وفي شهر ذي الحجة سنة 8هـ، أرسله النبي إلى ملكَيْ عمان: جيفر وعباد ابنَي الجلندي بكتاب يدعوهما إلى الإسلام، وبعد إسلامهم عيَّنه النبي واليًا على الزكاة والصدقات بها، وظل هناك سنتين تقريبًا حتى وفاة النبي.

استعمله أبو بكر قائدًا عسكريًا في حروب الردة، ثم وجَّهه لفتح فلسطين على رأس سبعة آلاف مقاتل، فبدأ المناوشات في فلسطين، والتقى تحت قيادة خالد بن الوليد في معركة أجنادين، وشارك في معركة فحل، وحصار دمشق، وكان على رأس الميمنة في معركة اليرموك.

ثم فتح عمرو “سبسطية” و”نابلس”، و”اللد” و”عمواس” و”بيت جبرين”، ثم هبط جنوبًا ففتح رفح، وعسقلان، وكان قد فتح غزة في عهد أبي بكر، وحاصر قيسارية، وبدأ حصار بيت المقدس، ثم انضم إليه أبو عبيدة بن الجراح، فأصبح تحت قيادة أبي عبيدة، ولما أُصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلفه على الشام.

– عرض “عمرو بن العاص” على الخليفة “عمر بن الخطاب” فتح مصر، وطلب السماح له بالمسير إليها، فسار إليها، وفُتِحَت على يديه (رضي الله عنه وأرضاه)

– إنه عمرو بن العاص، فاتح مصر، وداهية العرب، والعملاق الذي يتطاول عليه المستشرقون والعلمانيون، ونجحوا في حَشو الكتب بأكاذيبهم عن صحابي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد فتح مكة، في الحديث الذي رواه عقبة بن عامر، من صحيح الترمذي: (أسلم الناسُ وآمن عمروُ بن العاص).

– رغم أنه دخل الإسلام وعمره 52 سنة، لكن رسول الله كان يعرف مكانة عمرو، وكذلك الخلفاء، حتى قال عنه عمر بن الخطاب:(عمرو أرطبون العرب، ولا أراه إلا أميرا)

– يقول الشيخ محمد الغزالي (رحمه الله) في صفحات: 50، 51، 52 من  كتابه: (محمد الغزالي- نشأته وسيرته) ونُشر أيضا بعنوان: (مذكرات الشيخ محمد الغزالي):

(أرسلت لي وزارة الأوقاف خطابا لأتولّى الخطابة في مسجد عمرو بن العاص، ولكني تكاسلت في التنفيذ، ومرَّت أيام، أسبوع.. وذهبتُ للمسجد متثاقلا، فقد كنتُ أكره كل الذين كانوا ضد’علي بن أبي طالب”…وابن العاص منهم… ولكني فوجئتُ باستدعاء من وزير الأوقاف، الشيخ أحمد حسن الباقوري، في بيته، وليس مكان العمل، فاندهشتُ.. فالباقوري كان لا يقابل الناس في بيته،

وذهبتُ للشيخ الباقوري الذي كان يعاني من آثار (جلطة) فبادرني الباقوري بحدّة: ما الذي بينك وبين عمرو بن العاص؟

كرر الباقوري السؤال 3 مرات، والغزالي يجيب باندهاش: لا شيء

فقال الباقوري: لقد جاءني عمرو بن العاص في المنام، وقال لي: قُل لـ محمد الغزالي إني من خيرة صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وطلب مني أن أبلغك أنه غفر لك تطاولك عليه، لأنك أحييت مسجده، وهذا المسجد هو رابع مسجد في الإسلام، لأنه المسجد الذي اجتمع فيه الفاتحون الذين هزموا الرومان في مصر، وأدخلوا الإسلام .

قال الشيخ محمد الغزالي معلقــًا على الرؤيا:

(الحقيقة عندما سمعتُ الرؤيا أخذتني رعدة، وأجهشتُ بالبكاء، وقلتُ: أنا ذهبتُ إلى مسجد عمرو كارهًا، وبدرت مني كلمات ضد عمرو بن العاص، لأني كنت أكره الذين حاربوا علي بن أبي طالب، ولكن الآن وبعد أن سمعت هذه الرؤيا، أنا أتوب إلى الله من ذكر أحد الصحابة بما لا يليق .. وعمرو له مكانته، ولولاه والمؤمنون معه، ما دخل الإسلام مصر، وما اعتنقت أنا الإسلام)

———–

يسري الخطيب