(قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)..

طرح القرآن اسم الطاغية فرعون في القرآن «74 مرة في 27 سورة» نموذجاً صارخاً للحاكم المستبدّ

الذي تقوم نظريته في الحكم على هدر وتبديد طاقات الأمّة وقتل شبابها وتبذير ثرواتها ومصادرة عقولها وقتل روح الإبداع عندها واختصار الأمة والبلد كله بشخصه هو…

(أليس لي ملك مصر)..

فهو يقودها ويسوسها ويفكّر لها وعنها… نهج الفراعنة المستبدين، وغايته استعباد الناس..

تحت هذا الشعار الفراعنة العرب الجدد دمروا وشردوا وقتلوا الملايين من المسلمين..

اليوم بسبب منشور:

(شكوى أنا جوعان، أو البندورة غالية واللحمة لا نستطيع شراءها، أو راتبي لا يكفي أو أين ثروات البلاد؟ أو الأقصى في خطر أو لا للتطبيع)..على صفحة فيسبوك أو تويتر يحكم بالسجن سنوات وتغريم الملايين وربما يتم اتهامه بالخيانة العظمى.

قوانين الجرائم الالكترونية أو التشبيح الإلكتروني وجيوش الذباب الالكتروني من عصابات أنظمة «سايكس بيكو» في الخليج والسعودية والأردن ومصر وسوريا وتونس كلها و سياسة التجويع والترهيب والخوف هي سياسة مستخدمه مع القطيع دائما..

سياسة تكميم الأفواه والقمع ونشر الرعب التي يقوم بها الفرعون المستبد في كل إقطاعية وزريبة

غايتها كلها إظهار السيطرة والقبضة الحديدية لإرسال رسالة إلى مشغليه في غرف المخابرات العالمية

أنه استطاع تحويل الشعب من جديد إلى قطيع من الغنم والبقر والحمير

لا يهمها إلا العلف وتم وضعه في حظيرة زريبة لا يستطيع الاعتراض أو الشكوى وبإمكانه جر قطيع الشعب كالبهائم إلى المسلخ في أي وقت.

في زريبة الأسد أصدر بالأمس قانون من يرفع شعار الشعب يريد تغيير النظام أو الدستور أو كتب هذا التعليق في صفحة يحكم بالسجن 15 سنة و يغرم ب 15مليون ليرة،

إرهاب فكري وتشبيح وبث رعب وقمع للناس وسرقة أموال الفقراء تحت مسمى غرامات..

محكمة اربيل تحكم على مواطن (نيجرفان ذنون) بالسجن لمدة سنتين نافذة بعد كتابته تعليق على فيسبوك يقول فيه أن زيارة قبر مصطفى برزاني غير صحيحة شرعا..

هؤلاء سلطانهم على السذج من البشر والغوغاء من الناس..

عن طريق التطبيل في الإعلام والمسلسلات يتم تكميم الأفواه والبلطجة الفكرية على الرأي الآخر يمارسها مرتزقة وسائل الإعلام الفاشلة ولجانها الالكترونية!!…

يخطئ من يظن وهماً أنه يمكن إسكات الناس ظلماً وقهراً..

واهم من يعتقد أن سياسة تكميم الأفواه وهستيريا القمع الفكري ومنع حتى الشكوى والاغتيال المعنوي

حتماً ستنتهي بكارثة ونهايتها الطبيعية هي الانفجار والفوضى والنَّتيجة هلاك فرعون وجنوده:

(فاستخفَّ قومه فأطاعوه ؛ إنَّهم كانوا قومًا فاسقين) منهج ( ما أريكم إلا ما أرى )

وإن دام فترة، فعاقبته الزوال..

الأمة المسلمة اليوم لا تعيش في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي..

انتهت سيطرة تلفزيونات الدول العربية وملحقاتها الإذاعية التطبيلية

واستقبل وودع سموه وفخامته ولم يعد يستمع لها أحد ولا يعتمدها كمصدر للمعلومات.

من فاروق الظفيري

داعية و باحث إسلامي - المتحدث الرسمي للحراك السني في العراق