عندما نتأمل سلوكنا قبل رمضان نري كيف تمتلئ المتاجر بالسلع وكيف تكون الأسواق مزدحمة والإقبال علي الشراء بمعدلات غير مسبوقة.. والاستعدادات الإعلامية علي قدم وساق .. وفي كل عام تزداد السوق الإعلامية شراسة لمحاصرة المسلم في ليله ونهاره.. وصومه وإفطاره.

ولعالم النفس الشهير اريك فروم (الأوربي-الأمريكي) ت1979م، رؤية محددة في فهم حقيقة العالم الذي نعيش فيه، ملخصها:

إن العالم يتجاذبه أسلوبان في الوجود وطريقة الحياة.. يتصارعان من اجل الفوز بالنفس البشرية..

فالأسلوب الأول وهو المهيمن في الوقت الحاضر هو أسلوب التملك الذي ينصب ويركز علي جانب التملك المادي والقوة المادية..

أما الأسلوب الثاني وهو المقابل البديل فهو أسلوب الكينونة الذي يعتمد علي القيم الإنسانية من الحب والخير والعطاء والتسامح والإيثار..

ومن المثير حقا أن الأسلوب التملكي سوف يدفع العالم من الناحية البيئية والنفسية الي حافة الهاوية ..

أما الأسلوب الثاني فهو الذي سيجنب الإنسانية الوقوع في الكارثة..

نتملك أو نكون to have or to be.. هذا هو السؤال..

وبدورنا نتساءل: أين يقع رمضان من هذين الأسلوبين؟

 وما يحدث من الثقافة الاستهلاكية السائدة كله يصب في الأسلوب الأول حيث يكون شعار الإنسان:

أنا موجود بقدر ما املك واستهلك..

وفي ظل هذا الجو المادي يأخذنا رمضان إلى أجواء روحية ونفسية من الحب والخير والعطاء والسكينة..

ومن هنا نفهم لماذا كان رسول أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان..

وذلك في توجيه واضح للأسلوب الذي يقابل به الإسلام هذه النزعة المادية وهو أسلوب:

أنا موجود بقدر ما أتصدق وأعطي وأجود بكل ما استطيع..فالسعادة لا يصنعها التملكto have وإنما يصنعها to be أو الكينونة..

ونستطيع أن نقول بعد ذلك: كم نحن بحاجة إلى رمضان حتى نتجنب الوقوع في الكارثة..

فاللهم بلغنا رمضان حقا وصدقا..

من صابر علام

كاتب مصري