السؤال: هل شرب الدخان يفطر الصائم؟ وهل شم رائحة الدخان يفطر الصائم كذلك؟

الجواب المختصر:

تناول ما يعرف لدى العوامّ بالدخان عن طريق السيجارة أو الشيشة أو غير ذلك، يُعَدّ من المفطرات؛

وذلك لأنه من أشد الأمور التي تؤثر على سلامة الإنسان؛ لذا يجب عليه أن يبتعد عنها أثناء الصيام، وهو من باب سد الذرائع.

الجواب المفصل:

إن من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها حماية الإنسان من كل ما يجلب له الضرر أو الأذى في بدنه أو في نفسه؛

ولذلك شرعت الصيام ليكون وسيلة عملية إلى الامتناع عما اعتاده الإنسان في حياته من عادات غذائية أو سلوكية؛

لأن في استسلام الإنسان لعاداته خطرًا كبيرًا على صحته العقلية والنفسية والبدنية.

وإذا كانت الشريعة دعت إلى الإمساك عن الطعام والشراب من الشهوات الحسية، فإن التدخين، وإن لم يكن طعامًا أو شرابًا،

يعَدّ من الشهوات التي تقتضي من الإنسان أن يمتنع عنها، وأن يبتعد عن الأماكن التي تسهل الحصول عليها؛ حتى لا ينزلق إليها، فيرتكب بذلك إثمًا في حق نفسه.

إن غياب الحكمة من الصيام عند بعض الناس جعلهم يتصورون أن التدخين لا يفطر،

وهذا تصور لا يستند إلى دليل شرعي؛ لأنه كيف تمنع الشريعة في نهار رمضان الطعام والشراب والشهوات المحسوسة،

ثم لا تمنع ما هو أخطر على الإنسان من الطعام والشراب، وهو التدخين وتناول المخدرات بجميع أنواعها،

وإذا كان كل ما يجلب الضر والأذى للإنسان محرمًا شرعًا، فإن التدخين وما أشبهه، مما ثبت ضرره يقينًا، يكون كذلك محرمًا شرعًا،

وإن لم ينص على حرمته بذاته، فالضرر هو مناط الحكم في التحريم أو المنع.

أما التعرض لرائحة الدخان فلا يكون من المفطرات؛ طبقًا للقاعدة الفقهية:

«يعفَى عن كل ما لا يمكن الاحتراس أو التحرز منه»؛

لعموم الآيات التي تدل على رفع الحرج والتيسر.

من صابر علام

كاتب مصري