فاز الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وسيواجه زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في الجولة الثانية الحاسمة في 24 أبريل.

ومع فرز أكثر من 90 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى، أظهرت التوقعات أن ماكرون حصد من 28 إلى 29 بالمائة، مقابل ما بين 22 الى 24 بالمائة للوبن.

وكان ماكرون ولوبان قد تنافسا في جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية عام 2017.

وجاء في المرتبة الثالثة مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون، الذي حصل على حوالى 20 في المئة من الأصوات.

ودعا المرشحان النهائيان على الفور إلى تجمعين حاشدين، وشكر ماكرون المرشحين الخاسرين الذين دعوا إلى قطع الطريق أمام مرشحة أقصى اليمين، في حين حضت لوبن “كل من لم يصوتوا” للرئيس المنتهية ولايته “الانضمام” إليها، قائلة إن التصويت النهائي سيكون “خياراً للمجتمع والحضارة”.

وأعرب ماكرون عن استعداده لإنشاء هيكل جديد جامع بعيداً عن “الخلافات” يكون “حركة سياسية كبيرة للوحدة والعمل”.وقال إنه سيطلق حملته الانتخابية الاثنين من شمال فرنسا، بينما من المقرر أن تلتقي لوبن بفريق حملتها قبل أن تستأنف جهودها على مستوى القواعد في البلدات الصغيرة والريف الفرنسي في وقت لاحق الأسبوع المقبل.

وأظهرت الاستطلاعات الأولى حول نوايا التصويت في الدورة الثانية، تقدماً بسيطاً لصالح ماكرون بحصوله على 51 بالمئة.

وأيّد واحد من كل أربعة ناخبين شبان ماكرون، على الرغم من أن أكثر من واحد من كل ثلاثة ناخبين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً اختار جان لوك ميلينشون، وفقاً لاستطلاعات الرأي في “إيلاب”.

وكان أداء لوبان هو الأفضل بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 64 عاماً، بينما كان الرئيس مُفَضَّلاً لمن هم فوق 65 عاماً.

وقال جيمس شيلدز، وهو أستاذ فخري في الدراسات الفرنسية بجامعة وارويك، إن ماكرون لم يعد “مرشح الأمل والتغيير”.

وحذّر ميلينشون، الذي قد يلعب مؤيدوه دوراً حاسماً في تحديد هوية الرئيس المقبل، أنصاره قائلاً “يجب ألا نعطي صوتاً واحداً لمارين لوبان”، وكرر هذا النداء مراراً، لكنه على عكس المرشحين الآخرين، لم يدعم الرئيس ماكرون.

ويمكن للوبان الاعتماد على مؤيدي إريك زمور، إلى جانب المرشح القومي نيكولا دوبون أيغنان.

ودعم معظم المرشحين الآخرين من اليسار ماكرون، كما فعلت فاليري بيكريس، لكن المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال قالت إنه كان يجب على الرئيس الآن أن “يحقق” النصر.

المرشحة الرئاسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان تدلي بصوتها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مركز اقتراع في هينين بومون

وسجلت المرشحة المحافظة فاليري بيكريس، التي حصلت على 5 في المئة فقط من الأصوات، أسوأ نتيجة لحزب التيار الرئيسي لليمين منذ عقود، بحسب فرانس إنفو.

وينطبق الأمر نفسه على آن هيدالغو، مرشحة الحزب الاشتراكي من اليسار الوسطي، التي حصلت على 2.1 في المئة من الأصوات.

أما مرشح حزب الخضر، يانيك جادوت، فحقق أداء أفضل بشكل هامشي، لكن نتائجه بقيت أسوأ من المتوقع بنسبة 4.4 في المئة من الأصوات.

وكانت حالة من عدم اليقين سادت على مدار أيام قبل موعد التصويت. وأشار استطلاع للرأي أجراه معهد إبسوس إلى أن 37 في المئة من الناخبين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون.

وفي البداية كان وباء كوفيد-19، ثم جاء بعد ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا ملقياً بظلاله على هذه الانتخابات.

وبالنسبة للكثير من الناخبين، لم تعد وصمة التصويت لليمين المتطرف قائمة كما كانت قديماً.

فبعد الهزيمة التي تلقّتها على يد ماكرون في انتخابات 2017، غيرت لوبان اسم جبهتها الوطنية إلى التجمّع الوطني، على أن الكثير من سياساتها لا تزال كما هي دون تغيير واضح.

وتبدو لوبان أكثر اعتدالاً من زمور اليميني الأكثر تطرفاً.

ويعدّ الاقتصاد الفرنسي في حال جيدة، وقد تراجعت نسبة البطالة إلى 7.4 في المئة، لكن الناخبين مع ذلك لا يشعرون بتحسّن أحوالهم الاقتصادية لأن الأسعار مرتفعة بوجه عام.

والعبارة التي تسمعها في كل مكان هي pouvoir d’achat والتي تعني “قدرة شرائية” ولكنها معروفة في اللغة الإنجليزية باسم “التكلفة المعيشية”.

ويقول تييري، الذي يعيش خارج باريس ويدير متجرا للأحذية، إن الأسعار ارتفعت بشكل هائل. ويشير إلى أن “تكلفة الأحذية ارتفعت بنسبة 20 في المئة إلى 30 في المئة كما ارتفعت جميع الضرائب أيضا”.

وهذا هو السبب في أن العديد من المرشحين وعدوا بزيادة الحد الأدنى للأجور، في بعض الحالات بمئات اليوروات. ومن المقرر أن يرتفع الحد الأدنى في بداية مايو/أيار إلى حوالي 1300 يورو (1430 دولاراً أمريكياً) شهرياً بعد الضريبة.