كتب: سمير زعقوق

في 10 أبريل 2022 تم سحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان بعد التصويت من قبل مجلس النواب الباكستاني ومنعه من السفر واتهامه بانتهاك الدستور عندما علق مجلس النواب.

فما هي الأسباب التي دفعت الدولة العميقة للإطاحة بـ«عمران خان»؟

السبب الأول:

كان عمران خان يشعر بالاشمئزاز من دور باكستان في تسليم الإسلاميين إلى الولايات المتحدة دون أي إجراء قانوني مثل تسليم الملا عبد السلام ضعيف كان السفير الأفغاني لدى باكستان قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان. تم اعتقاله في باكستان في خريف عام 2001 وأودع حتى عام 2005 في معسكر الاعتقال في غوانتانامو.

وأيضًا انتقد عمران خان تسليم عالمة الذرة الباكستانية عافية صدقي بمخطط باكستاني أميركي سري.

وهو ما ذكرته عائلة صديقي إنها وأبناءها الثلاثة كانوا يستعدون لمغادرة منزلهم في حي غولشان في كراتشي متوجهين إلى المطار عندما اعتقلهم عناصر باكستانيون وأميركيون.

وأيضًا انتقد خان قيام «ريموند ديفيز» من وكالة المخابرات المركزية بقتل 3 باكستانيين في لاهور.

السبب الثاني:

معارضة خان للحرب على الإرهاب منذ البداية، وشارك في مظاهرات في لندن ضد غزو العراق.

وبعد أن أصبح رئيسًا للوزراء، اشترى السلام والأمن للمناطق القبلية وأنهى ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، سعى للسلام مع طالبان باكستان وتكريم شخصيات أفغانية.

السبب الثالث:

محاولة عمران خان التحلل من خضوع باكستان للولايات المتحدة الأمريكية التي خربت باكستان.

رغم أن صمته عما حدث لعفيفة صديقي ورفضه انتقاد معاملة الصين للإيجور المسلمين يشوه سجله،

لكن خان لم يكن مثل أي من أسلافه، نزاهته ورؤيته أعطت الأمل للجميع.

السبب الرابع:

كان أول رئيس وزراء باكستاني منذ عقود لم يكن لديه قصور ضخمة في أوروبا والملايين في البنوك الخارجية سرقت من أموال دافع الضرائب الباكستاني.

وسعى إلى تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى باكستان في الخارج ورؤية نفسها من خلال التحدث عن الإيمان والكرامة واحترام الذات والمساءلة والعدالة.

إشارته المستمرة إلى الإسلام وعدالته، وإلى نموذج المدينة المنورة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

واتباع الصراط المستقيم، واحترام الأقليات، وتذكير الأمة بأنها بنيت على لا اله إلا الله، يعني أن أعدائه سيتكاثرون.

السبب الخامس:

عزم خان على المحاسبة السياسيين والعائلات الحاكمة التي نزفت ثروتها وكرامتها على الأمة عبر سنوات من الفساد والسرقة

ورفضه سحب الخط الأمريكي أثناء حديثه ضد الإسلاموفوبيا في الأمم المتحدة حسم مصيره على المدى القصير.

ومع ذلك، أعتقد أنه سيعود أقوى، بدعم من كل من الباكستانيين والمغتربين الذين يسعون لرؤية باكستان مرتبطة بالمبادئ والازدهار والكرامة.

ما بدأه خان كان تغييرًا قد يستغرق تحقيقه أجيالًا.

لكنه أطلق الكرة ولن يرحب أحد بالعودة إلى فساد الماضي دون قتال بين يديه.

حان الوقت ليعود الباكستانيون في كل مكان إلى دينهم، ويقفوا بكرامة ويرفضون كل أشكال القذارة والفساد والعبودية للجميع إلا الله.

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت