بعد أن طُعن أمير المؤمنين عليّ وهو يصلي، صارت الإمارة من بعده لابنه الحسن، تنازل الحسن لمعاوية، واجتمعت كلمة المسلمين.

وفي هذا الاجتماع قال نبينا عن الحسن:

«إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ»

ولما أحسّ معاوية بدنوّ أجله – وكان الحسن قد مات من قبل، ويذكر بعض مؤرخي الشيعة أنّ الذي قتل الحسن هم من أتباعه لأنه تنازل لمعاوية – جمع معاوية أهل العلم والشورى في الشام، وأخذ منهم البيعة لابنه يزيد من بعده بكامل رضاهم.

وبايعه على ذلك مَنْ بقي من الصحابة. ولم يمتنع عن ذلك إلا الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير ومعهما نفر قليل من الصحابة..

بسبب مخالفة معاوية لمنهج الخلفاء من قبل في اختيار الخليفة، وزعم الحسين وابن الزبير أنهما الأحق بالخلافة من يزيد..

رأى يزيد بعد وفاة أبيه وتسلّمه الإمارة، ضرورة دخول الحسين وابن الزبير تحت إمرته؛ لما لوالد كل منهما من منزلة في نفوس الناس.

(إذ أن عليّاً والزبير من كبار الصحابة،ومن العشرة المبشرين بالجنة)

يزيد يطلب من الحسين وابن الزبير مبايعته

فأرسل يزيد إلى والي المدينة النبوية أن يطلب من الحسين وابن الزبير مبايعة يزيد، فتمّ الطلب ولكنهما لم يقبلا، وخرجا من المدينة إلى مكة.

وأثناء وجود الحسين في مكة،علم أهل الكوفة -ممن لم يرغب بتنازل الحسن لمعاوية- عدم موافقة الحسين على مبايعة يزيد. فأرسلوا له الرسائل يؤكدون له أنهم معه ويقفون خلفه.

فأرسل الحسينُ ابنَ عمه مسْلم بن عقيل إلى الكوفة للتأكد من صدقهم، فأخذ له البيعة من 12 ألفاً منهم.

وكتب إلى الحسين يخبره بذلك ويطلب منه المجيء إلى الكوفة.

أسرع الحسين إلى الكوفة ومعه إخوانه وأولادهم وزوجاته وجمع من أنصاره ليس فيهم صحابيٌّ واحد..

وأثناء ذهاب الحسين إلى الكوفة حدث أنْ غيّر يزيد أمير الكوفة، من الصحابيّ النعمان بن بشير إلى عبيد الله بن زياد.

وعلم مسلم بن عقيل بأن ابن زياد يخطط للقضاء عليه، فجاء إلى قصر الإمارة وحاصرها بمن معه.

وقام ابن زياد بتحذير الناس مما يفعله ابن عقيل، وتحذير آبائهم وأمهاتهم، فانفضّ كثيرون عن مسلم.

استطاع ابن زياد إلقاء القبض على مسلم وقتْلَه، والحسين مازال في طريقه إلى الكوفة، ولم يعلم بما حدث لابن عمه مُسلم.

تحذير الحسين

وقبل خروج الحسين نصحه أخوه من أبيه محمد ابن الحنفية، وابن عباس، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وآخرون.

فمنهم من حذّره من الخروج على الإمام ، ومنهم من حذّره من غدر أهل الكوفة، ولكنه أصرّ على الخروج وخرج.

وفي طريقه كان يمر على القبائل ويستشيرهم فيما هو عازم عليه، فلم ينصحه أحد بإكمال مسيرته، ولكنه أصرّ على المسير.

وفي الطريق جاءه خبر مقتل ابن عمه وانصراف أهل الكوفة عن نصرته. فقال الحسين لمن معه: من أراد أن ينصرف ويرجع فليفعل.

فانصرف الكثير منهم، وبقي معه القليل. منهم أقرباء مسلم ليثأروا له..

ولما وصل الحسين الى كربلاء أدركته خيل عمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمَّر بن ذي الجَوْشَن. (وهما قائدان عسكريان عند يزيد)

وتردد عمر بن سعد في مقاتلة الحسين، فهدّده ابن زياد، فوافق.

ولما تمّت محاصرة الحسين ومن معه طلب مقابلة عمر بن سعد، وعرض عليه أن يحققوا له واحدة من:

1- أن يتركوه ليعود حيث جاء

2- أو يتركوه ليذهب إلى يزيد في الشام ليضع يده في يده.

3- أو يتركوه يذهب إلى حدود الدولة الإسلامية لحراستها…

فكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد فكاد ليقبل أن يتركه ليذهب إلى يزيد لولا تدخّل شِمْر بن ذي الجَوْشَن فرفض ابن زياد طلبه..

ودارت المعركة، وتمّ فيها مقتل الحسين في العاشر من محرّم سنة 61 هجرية، وقطع رأسه.

وقُتل معه إخوته من أبيه، أبو بكر، وعثمان، ومحمد، وجعفر، والعباس.

وحملوا نساءه وصغاره إلى منزل خاص، وأجروا لهم النفقة والكسوة، ونقلوهم إلى يزيد، ومعهم رأس الحسين.

فبكى يزيد وأهل بيته لما وصلوا إليه، وخيّرهم بين البقاء معه في الشام، أو إرسالهم حيث يريدون، فاختاروا الحجاز،

فأرسلهم يزيد ومعهم ما يكفيهم من المال والمؤونة، والحماية..

هذه الفتنة ما زالت آثارها إلى يومنا وستبقى إلى يوم القيامة..

ولنا وقفات:

1- لم يذهب الحسين إلى الكوفة لتغيير المنكر كما يزعم الشيعة.. فمن يريد تغيير المنكر يذهب إلى صاحب المنكر.

وهو في نظر الحسين يزيد بن معاوية وهو في الشام، وليس في الكوفة. ولا يأخذ البيعة من الناس.

 2- لم يراعِ قَتَلَةُ الحسين مكانته من نبيّنا ، ووصيّته لنا في أهل بيته.

 3 – لم يفعل قتلة الحسين مع أهله إلا الخير. وليس كما يدّعي غلاة الشيعة أنهم اعتدوا عليهنّ.

 4 – لم يذكر الشيعة أنَّ عليّ بن أبي طالب له أولاد سمّاهم: أبا بكر، وعثمان.

5- لم يأمر يزيد بقتل الحسين. ولم يعاقب من قتله..

وهنا يسأل سائل: لماذا لم يقتل يزيد قتلة الحسين؟

 الجواب: لماذا لم يقتل عليّ بن أبي طالب من قتل عثمان، بل وأدخلهم في جيشه؟

لأنّ الوقت وقت فتن.. وقتلهم يشجّع على المزيد منها..

6- لم يتلاعب يزيد برأس الحسين، بل أكرمه وأكرم أهل بيته،وبكى عليه.

7- لم يلطم الحسن والحسين على أبيهم عليّ..

8- لماذا يقيم الشيعة مجالس العزاء واللطم الشتم وتكفير ولعن صحابتنا في  عاشوراء على مقتل الحسين،

ولا يقيمون مجالس العزاء واللطم والافتراء بمناسبة مقتل والده الخليفة عليّ بن أبي طالب.

وكلاهما مات قتلاً.؟؟

 نريد جواباً ممن يعلن شعاره ( يا لثارات الحسين).وأين شعار ( يا لثارات عليّ).؟؟

9- نحن أهل السنة،قد أعلن أئمتنا أن الحسين أفضل بكثير من يزيد،

وأنه قتل مظلوماً؛بسبب رفض ابن زياد السماح له بالذهاب إلى يزيد.

ولا نتكلم فيها، إلا لتبيان الحقيقة التي زوّرها غلاة الشيعة،ونكل الأمور إلى الله وحده.تلك أمة قد خلت.

قال الله:  تِلْكَ أمَّةٌ قَدْ خَلَتْ (ذهبت) لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ..

10- أين هي العصمة لأهل البيت،الحسن تنازل لمعاوية،ومعاوية عند غلاة الشيعة كافر أو منافق؟

عليّ قاتل معاوية،

والحسن يتنازل عن الحكم لمعاوية؟

وأين هو علم الغيب عندهم؟ وأين هي مقدرتهم على دفع الضر والشر مع ما حدث للحسين؟

مَنْ لا يقدر على كفّ الشر عن نفسه لا يقدر أن يكّفه عن غيره..

كفّوا عن الكذب على الله، ورسوله، وأهل بيته، والمسلمين أيها الغلاة الشيعة!

من محفوظ الرحمن

باحث وكاتب، بنغلاديش